للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما سخط المهدىّ على يعقوب أحضره، فقال: يا يعقوب! قال: لبّيك يا أمير المؤمنين تلبية مكروب لموجدتك، شرق بغصّتك، قال: ألم أرفع قدرك وأنت خامل، وأسيّر ذكرك وأنت هامل، وألبسك من نعم الله تعالى ونعمى ما لم أجد عندك طاقة لحمله، ولا قياما بشكره؟ فكيف رأيت الله تعالى أظهر عليك، وردّ كيدك إليك؟

قال: يا أمير المؤمنين؛ إن كنت قلت هذا بتيقّن وعلم فإنى معترف، وإن كان بسعاية الباغين، ونمائم المعاندين، فأنت أعلم بأكثرها؛ وأنا عائذ بكرمك، وعميم شرفك.

فقال: لولا الحنث «١» فى دمك لألبستك قميصا لا تشد عليه زرّا «٢» ؛ ثم أمر به إلى الحبس، فتولّى وهو يقول: الوفاء يا أمير المؤمنين كرم؛ والمودة رحم، وما على العفو ندم، وأنت بالعفو جدير، وبالمحاسن خليق. فأقام فى السجن إلى أن أخرجه الرشيد.

أخذ معنى قول المهدى: «لألبسنك قميصا لا تشدّ عليه زرا» أبو تمام فقال:

طوّقته بالحسام طوق ردّى ... أغناه عن مسّ طوقه بيده

وقال ابن عمر فى معنى قول الطائى.

طوّقته بحسام طوق داهية ... لا يستطيع عليه شدّ أزرار

<<  <  ج: ص:  >  >>