للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهدى إلينا قدم التوفيق ... ينقذ عيشى من يد الترنيق

قال عيسى بن هشام: فأخذت من فاضل الكيس أخذة وأنلته إياها، فقال:

يا من حبانى بجميل برّه ... أفضى إلى الله بحسن سره

واستحفظ الله جميل ستره ... إن كان لا طقلة لى بشكره

فالله ربّى من وراء أمره

قال عيسى بن هشام: فقلت: إن فى الكيس فضلا، فابرز لى عن باطنك أخرج لك عن آخره، فأماط لثامه، فإذا شيخنا أبو الفتح السكندرى، فقلت:

ويحك! أى داهية أنت؟ فقال:

نقضّى العمر تشبيها ... على الناس وتمويها

أرى الأيام لا تبقى ... على حال فأحكيها

فيوما شرّها فىّ ... ويوما شرّتى فيها

[[من رسائل بديع الزمان]]

وسأل البديع أبا نصر بن المرزبان- عارية- بعض ما يتجمّل به، فأمسك عن إجابته؛ فأعاد الكتاب إليه بما نسخته:

لا أزال- أطال الله تعالى بقاء مولانا الشيخ! - لسوء الانتقاد، وحسن الاعتقاد، أمسح جبين الخجل، وأمدّ يمين العجل، ولضعف الحاسّة، فى الفراسة، أحسب الورم شحما «١» ، والسراب شرابا، حتى إذا تجشمت موارده، لأشرب بارده، لم أجد شيئا.

وما حسبت الشيخ سيدى ممن تعنيه «٢» هذه الجملة حتى عرضت على النار عوده، ونشرت بالسؤال جوده، وكإتبته أستعيره حلية جمال، سحابة يوم أو شطره، بل مسافة ميل أو قدره، فعاص فى الفطنة غوصا عميقا، ونظر فى الكيس

<<  <  ج: ص:  >  >>