للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العيون مثله (١) وذلك في " مختصر الصواعق المرسلة " ٢ / ٥٠٩ - ٥١٦ فيقول

في مبحث حجية خبر الواحد ما نصه:

(المقام الخامس: إن هذه الأخبار لو لم تفد اليقين فإن الظن الغالب

حاصل منها، ولا يمتنع إثبات الأسماء والصفات بها كما لا يمتنع إثبات

الأحكام الطلبية بها فما الفرق بين باب الطلب وباب الخبر بحيث يحتج

بها في أحدهما دون الآخر وهذا التفريق باطل بإجماع الأمة، فإنها لم تزل

تحتج بهذه الأحاديث في الخبريات العلميات كما تحتج بها في الطلبيات

العمليات، ولا سيما والأحكام العملية تتضمن الخبر عن الله بأنه شرع كذا

وأوجبه ورضيه ديناً، فشرعه ودينه راجع إلى أسمائه وصفاته، ولم تزل

الصحابة والتابعون وتابعوهم وأهل الحديث والسنة يحتجون بهذه الأخبار

في مسائل الصفات والقدر والأسماء والأحكام، ولم ينقل عن أحد منهم

البتة أنه جوز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الأخبار عن الله

وأسمائه وصفاته.


(١) لطيفة بديعة عقدها الشيخ البنوري رحمه الله تعالى في كتابه: نفحة العنبر ص:
٢٢٧ - ٢٢٩ أن هذه اللفظة " لم تر العيون مثله " أول من قيلت فيه هو: عثمان بن
سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، قالها فيه أبو الفضل الفرات كما في: اجتماع
الجيوش الإسلامية. ثم القشيري م سنة ٤٦٥ هـ. ثم قيلت في حق الغزالي م سنة
٥٠٥ هـ. ثم الموفق بن قدامة م سنة ٦٨٢ هـ، قالها فيه ابن الحاجب المالكي،
ثم ابن دقيق العيد سنة ٧٠٢ هـ قالها فيه ابن سيد الناس، ثم شيخ الإسلام
ابن تيميه رحمه الله تعالى م سنة ٧٢٨ هـ ثم المزي م سنة ٧٤٢ هـ قالها فيه
الذهبي، ثم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى م سنة ٨٥٢ هـ انتهى باختصار.
وقالها الذهبي أيضاً في المعافي بن عمران م سنة ١٨٥ هـ كما في السير ٩ / ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>