للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتهر بالنسخ من العلماء والطلاب والوراقين وخلق سواهم. وقد حفلت

كتب التراجم بذكرهم وبأصحاب الخط المنسوب (أي الجميل) منهم.

فكم رأى الناظر في التراجم قولهم: ونسخ ما لا يحصى كثرة، وقول

بعضهم: وكان ينسخ بأجر، أو كان يحترف النسخ، أو: كان يتقوت به

أو: كانت منه بلغته أو: يتبلغ من النسخ، أو: كان ذا حظ فيه.

واهتم العلماء - وبخاصة المحدثين منهم - بأمر النسخ وضبطه لتلافي

ما يقع من بلايا النسخ من أمور عظام من التصحيف والتحريف فأفردت

من أجله مصنفات طوال، وقد قال بعضهم: " الناسخ ماسخ ". ونقل الشاعر

أحاسيسهم فقال:

وكم ناسخ أضحى لمعنى مغيراً ... وجاء بشيء لم يرده المصنف

ولو شاهد هذا القائل ما يقع في الطبع لا سيما الطبعات التجارية أو

التي ينشرها المتعالمون لرأى ذلك مضاعفاً.

والمهم هنا ذكر أمثلة النسخ في عصور الإسلام، فهؤلاء كتاب النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أفردت بأخبارهم المصنفات من أكبرها: المصباح المضيء لابن

حديدة، وقد أوصلهم العراقي في ألفيته إلى (٤٢) كاتباً. ومن الصحابة

رضي الله تعالى عنهم من اشتهر بكتابة المصاحف منهم: ناجية الطفاوي،

ونافع بن ظريب النوفلي وكم كان ابتهاج المسلمين في جميع الأقطار

بمصحف عثمان رضي الله عنه وانظر التراتيب الإدارية (١) .

وكان لابن عمر كتب ينظر فيها قبل أن يخرج إلى الناس لكن إسناده


(١) ٢ / ٢٨٢ - ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>