للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهذب، وعند الحنابلة مستحبة، وقيل عند السفر واجبة، فالمذاهب كلها

متقاربة في الحقيقة.

ومنها: أنه لا عذر لأحد في عدم معرفة جهة القبلة إذا كنت السماء

مصحية فلو صلى رجل بالتحري والسماء مصحية غير مغيمة وخرجت عن

الجهة بالكلية لم تصح صلاته وقال ظهير الدين المرغيناني تصح، والأوفق

بالدليل هو الأول والأنسب بالسعة والرفق هو الثاني.

وفي بغية الأريب ص / ٤٦ بعد ذكر الأدلة التي بها تعرف القبلة وذكر

منها بعض الطرق الهندسية قال:

(وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم أبعد الخلق عن أمثال هذه

التكلفات، وكفى لنا التأسي والاقتداء بهم فإنهم على علم وقفوا، وببصر

نافذ قد كفوا، وقد قصر دونهم قوم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فضلوا وأنهم

بين ذلك لعلى هدى مستقيم) .

وقال الدهلوي - رحمه الله - في الحجة البالغة ص / ٨٩ (ولم

يكلفهم في معرفة استقبال القبلة وأوقات الصلاة والأعياد حفظ مسائل الهيئة

والهندسة وأشار بقوله: القبلة ما بين المشرق والمغرب إذا استقبل الكعبة

إلى وجه المسألة) .

على أن العمل الصحيح بتلك الآلات المؤدي إلى سكينة صدر وشفاء

قلب وثلج يقين منوط على مصادفة الآلات الصحيحة وكثيراً ما رأيناها

يخالف بعضها بعضاً مخالفة بينة تورث قلقاً واضطراباً في الأمر وقد تعسر

مصادفة الآلات الصحيحة على كل أحد ولا يتيسر إلا نادراً شاذاً فكيف

تطمئن به النفوس، وكيف يبنى عليها أمر السمحة الحنيفية البيضاء التي

<<  <  ج: ص:  >  >>