للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- صناعتها على صفة تحاكي القوانين الموضوعة المختلقة

المصنوعة.

٣- إصابة شاكلة كل داهي: الإلزام.

إن هذه النازلة بهذا الشكل: مولود غريب ليس من أحشاء الأمة

الإسلامية، غريب في لغتها، غريب في سيرها وأصالة منهجها، غريب في

دينها ومعتقدها، فهو أجنبي عنها ومجلوب إليها فغريب جداً أن تحتضنه

الأمة الإسلامية بمجرد فكرة الله أعلم بدوافعها وإنه يتعين على أهل

الإسلام أن يحذروا من الانهزام ومعلوم أن من كان على الحق فهو أمة

قوية لا تهزم وإن كان وحده.

هذا: ولعمري فقد نزع المانعون من الإلزام بمنزع صحيح مؤيد

بالدليل الصريح والنظر الرجيح. والله أعلم.

وأخيراً أختم هذه الرسالة بما لهج ابن القيم رحمه الله تعالى بذكره

في كتابه " أعلام الموقعين " (١) مما كان معاذ بن جبل رضي الله عنه كثيراً

ما يقوله في خطبته كل يوم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى (٢) :

وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول في خطبته كل يوم، قلما

يخطئه أن يقول ذلك: الله حكم قسط، هلك المرتابون، إن ورائكم فتناً

يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة

والصبي والأسود والأحمر، فيوشك أحدهم أن يقول: قد قرأت القرآن فما


(١) إعلام الموقعين: ١ / ٦٠، ١٠٤، ٢٥٣ - ٣ / ٢٩٧ وقد ذكرها أبو نعيم في " حلية
الأولياء " من ترجمة معاذ رضي الله عنه.
(٢) إعلام الموقعين: ٣ / ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>