للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطبة الجمعة: ففروا إلى الله ١

لفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد الشرباصي

لك الحمد أيها العليم الذي لا يجهل، الحليم الذي لا يعجل، الكريم الذي لا يبخل، سبحانك، أنت المنيع الذي لا يرام، المجير الذي لا يضام، وأنت أرحم الراحمين، نشهد أن لا إله إلا أنت، خضعت لك قلوب العارفين، وذلت لهيبتك رقاب الجبارين، فتبارك الله رب العالمين، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدًا عبدُك ورسولُك، الذي استعاذ بك من العين التي لا تدمع، والقلب الذي لا يخشع، والعلم الذي لا ينفع، فكان سيد المرسلين وإمام المتقين، فصلواتك اللهم وسلامك عليه، وعلى آله وأغصان دوحته، وأصحابه وجنود دعوته.

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} ٢.

يا أتباع محمد عليه السلام..

من عيوب المسلمين المعاصرين الذين قل اعتزازهم بدينهم، وضعف يقينهم بربهم، وخدعتهم بوارق من مدنية غيرهم، أنهم لا يتقون ولا يؤمنون إلا إذا جاءتهم الشواهد من الخارج، ووردت إليهم البراهين على صحة الدين


١ مجلة الأزهر جـ٨، أكتوبر ٢٠٠٣م.
٢ آل عمران: ١٧٣، ١٧٤.

<<  <   >  >>