للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الترك لا يصبيه وجد إلى الحمى … ولا ذكر بانات الغوير يشوقه

ولا حلّ في حي تلوح قبابه … ولا سار في ركب يساق وسيقه

ولا بات صبّا بالفريق وأهله … ولكن إلى خاقان يعزى فريقه

له مبسم ينسي المدام بريقه … ويخجل نوّار الأقاحي بريقه

تداويت من حرّ الغرام ببرده … فأضرم من ذاك الحريق رحيقه

إذا خفق البرق اليمانيّ موهنا … تذكّرته فاعتاد قلبي خفوقه

(٢٤ - ظ‍)

حكى وجهه بدر السماء فلو بدا … مع البدر قال الناس هذا شقيقه

وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا … على عارضيه آسه وشقيقه

رآني خيالا حين وافى خياله … فأطرق من فرط‍ الحياء طروقه

وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا … يحملني كالخصر مالا أطيقه

فما بال قلبي كلّ حبّ يهيجه … وحتام طرفي كل حسن يروقه

فهذا ليوم البين لم تطف ناره … وهذا فبعد البعد ما خفّ موقه (١)

ولله قلبي ما أشدّ عفافه … وإن كان طرفي مستمرا فسوقه

أرى الناس أضحوا جاهليّة ودّه … فما باله عن كل صب يعوقه

فما فاز إلاّ من يبيت صبوحه … شراب ثناياه ومنها غبوقه

وأنشدنا أبو الطيب بن الحلاوي لنفسه.

ألف الملال ومال عن ميثاقه … رشأ فراق النفس دون فراقه

عذب اللمى حلو الخلال كأنما … خلقت مراشف فيه من أخلاقه

جوّال حلى الخصر أخرس صدّه … عن ذكره السلوان نطق نطاقه

يفتر عن عذب المراشف واضح … مرّ الصبابة دون حلو مذاقه

يسقي لماه سليم عقرب صدغه … فينوب منه الريق عن درياقه


(١) -الموق: الحمق في غباوة، والغبار. القاموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>