للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكان يجمع بين آلات الرئاسة والآداب والوزارة، ويضرب في العلوم والآداب بالسهام الفائزة، ويأخذ من الكرم وحسن الشيم بالحظوظ‍ الوافرة، وله كتاب «الروضة السهلية في الاوصاف والتشبيهات»، وبأمره والتماسه صنف الحسن بن الحارث الحبوبي في المذهب «كتاب السهلي» يذكر فيه المذهبين:

مذهب الشافعي والحنفي، وله شعر فمن ذلك، ولم يسبق الى معناه.

ألا سقنا الصهباء صرفا فإنها … أعز علينا من عناق الترحّل

وإني لأقلي النقل حبا لطعمها … لئلا يزول الطعم عند التنقل

وله في النجوم (٤٩ - ظ‍).

والشهب تلمع في الظلام كأنها … شرر تطاير من دخان النار

فكأنها فوق السماء بنادق … الكافور فوق صلاية العطار

قال: وله في النجوم أشعار منها في شعاع القمر على الماء.

كأنما البدر فوق الماء مطلعا … ونحن بالشط‍ في لهو وفي طرب

ملك رآنا فأهوى للعبور فلم … يقدر فمد له جسر من الذهب

قرأت بخط‍ صديقنا الفاضل ياقوت بن عبد الله الحموي في كتاب معجم الأدباء:

أحمد بن محمد أبو الحسين السهلي الخوارزمي، قال محمود بن محمد الاسلامي في تاريخ خوارزم: انه مات بسر من رأى في سنة ثمان عشرة وأربعمائة على ما نذكره وهو من أجله خوارزم وبيته بيت رئاسة ووزارة وكرم ومروة.

خرج السهلي من خوارزم في سنة أربع وأربعمائة الى بغداد وتوطنها، وترك وزارة خوارزم شاه أبي العباس مأمون بن مأمون، خاف من شره، ولما قدم بغداد أكرمه فخر الملك أبو غالب محمد بن خلف وهو والي العراق يومئذ، وتلقاه بالجميل، فلما مات فخر الملك خرج من بغداد هاربا أيضا حتى لحق بغريب بن متقن

<<  <  ج: ص:  >  >>