للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباعوزي خطيب باجبّارا (١) وقال لي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال: «يا علي شابكني» فشابكته، ثم قال: «من شابكني دخل الجنّة، ومن شابك من شابكني دخل الجنة، ومن شابك من شابك من شابكني دخل الجنة الى سبعة».

سمعت الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي بن العربي المغربي الحاتمي بحلب قبل اجتماعي بشيخننا أبي العباس أحمد بن مسعود وقد شابكني وروى لي هذا المنام عنه، قال: تم لي في هذا المنام عجيبة وذلك أني كنت ببلاد الروم وغيرها من المدن وكنت أهم بمشابكة جماعة من الناس فكأن الله يمنعني من ذلك، وكان ثم إنسان أجعله أبدا على خاطري لأشابكه، فلم يتيسر ذلك لي.

أنشدني أحمد بن مسعود الموصلي، قال: أنشدني فارس من فرسان الفرنج بأنطاكية.

بالله ربكما عوجا على سكني … وعاتباه لعلّ العتب يعطفه

وعرّضابي وقولا في حديثكما … ما بال عبدك بالهجران تتلفه

(٦٧ - ظ‍)

وإن بدا لكما من سيد غضب … فغالطا بي وقولا ليس نعرفه

وأنشدني أبو العباس بن مسعود لبعضهم:

ورأيته في اللوح يكتب مرة … غلطا ويمحو خطّه برضابه

فوددت أني في يديه صحيفة … ووددته لا يهتدي لصوابه

مات شيخنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار بحلب في سنة ثلاث عشرة وستمائة رحمه الله.

[أحمد بن مسعود بن محمد أبو العباس الأنصاري الخزرجي القرطبي الشافعي]

تفقه على مذهب الشافعي، وكان متفننا في عدة من العلوم، عارفا بالحساب والفرائض عالما بتفسير القرآن العزيز والقرآن والحديث والأصول واللغة والنحو والعروض وأنواع الأدب، وكان ينظم شعرا جيدا، وسافر الى بلاد الهند، وجال


(١) -قرية في شرقي مدينة الموصل على نحو ميل. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>