للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرني أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي قال: كان اسمها-يعني المعرة-قديما ذات القصور، فنسبت إلى النعمان بن بشير من الصحابة رضي الله عنهم، لأن ابنه مات بها (١).

وبلغني من غيره أن التي تعرف بذات القصور هي معرة مصرين، والأول أصح.

وأخبرني القاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن مدرك بن سليمان المعرّي قاضيها بها، فيما يأثره عن أهل معرّة النعمان أن معرة النعمان إنما نسبت إلى النعمان بن بشير لأن موضعها كان أجمة قصب، وكان سكنى أهل المعرّة بسياث، وهي المدينة إذ ذاك، وآثارها تدل على ذلك فخرج من سياث ولد النعمان يتصيد، فافترسه الأسد عند الأجمة، فدفنه في ذلك الموضع، وبنى منزلا عند قبره، وقال لأهل سياث من كان يودّني ويحب موافقتي فليبن له موضعا عند الموضع الذي ابتنيته، فبنى الناس معرّة النعمان، وسيت بذلك لما لحق النعمان من معرّة الحزن على ولده.

قلت: والصحيح أن النعمان بن بشير جدد بناءها وزاد فيه، واختارها للمقام أيام ولايته فنسبت إليه، وقد كانت مدينة معروفة قبل ذلك، فتحها أبو عبيدة رضي الله عنه. وأكثر أهلها من تنوخ. (٤١ - ظ‍).

وقال البلاذري في كتاب البلدان له: هي منسوبة الى النّعمان بن بشير (٢).

وقال ابن حوقل النصيبي في جغرافيا: معرّة النعمان مدينة هي وما حولها من القرى أعذاء ليس بنواحيها ماء جار ولا عين (٣).


(١) -الزيارات،٧.
(٢) -فتوح البلدان،١٣٧.
(٣) - صورة الارض،١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>