للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزرع فيها البصل والثوم والكسفره والحبّه، فتأتي على أكمل ما يكون من غير سقي.

وذكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان ما ذكره عن مشايخه في ذكر الفتوح قالوا: وبلغ أبا عبيدة أن جمعا للروم بين معارة مصرين وحلب، فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك الجيش، وسبى وغنم، وفتح معارة مصرين على مثل صلح حلب (١).

وقد عد ابن واضح الكاتب لجند قنسّرين والعواصم كورا فقال: وكورة مرتحوان، وكورة معرة مصرين.

قلت: وكلتاهما من الجزر متلاصقتان، ومرتحوان قريبة من معرة مصرين.

وقال الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه: وكان بلد معرة مصرين إلى جبل السماق بلد التين والزبيب والفستق والسماق وحبة الخضراء، يخرج عن الحد في الرخص، ويحمل إلى مدن العراق، ويجهز إلى كل بلد.

أنشدني بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد الخشّاب قال:

أنشدني بعض أهل معرة مصرين لحمدان بن عبد الرحيم.

جادت معرة مصرين من الديم … مثل الذي جاد من دمعي لبينهم

وسالمتها الليالي في تغيّرها … وصافحتها يد الآلاء والنّعم

ولا تناوحت الإعصار عاصفة … بعرصتيها كما هبّت على إرم

حاكت يد القطر في أفنائها حللا … من كل نور شنيب الثغر مبتسم

(٤٣ - ظ‍)

إذا الصّبا حرّكت أنوارها اعتنقت … وقبّلت بعضها بعضا فما لفم

كأنما نشرت كفّ الربيع بها … بهار كسرى مليك الفرس والعجم


(١) - فتوح البلدان،١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>