للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولفت بيننا (١٩١ - ظ‍) وبين عدونا، فنحن بحمد الله ونعمته وفضله قريرة أعيننا، طيبة أنفسنا، نرجو في قتالهم حسن الثواب، والأمن من العقاب، معنا ابن عم رسول الله وسيف من سيوف الله علي بن أبي طالب أول المؤمنين، وسيد المسلمين، من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لم يسبقه بالصلاة معه ذكر حتى صار شيخا، لم يكن له صبوة ولا نبوة (١) ولا سقطه، فقيه في دين الله، عالم بحدود الله، حافظ‍ لكتاب الله، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، وعفاف قديم، وفعل كريم، فاتقوا الله وعليكم بالصبر والحزم والجد، واعلموا أنكم على الحق، وأن القوم على باطل، يقاتلون مع معاوية الطليق بن الطليق، وبئيس (٢) الأحزاب، وقائد الأعراب وأنتم مع ابن عم رسول الله وأخيه في دينه علي بن أبي طالب، والبدريون معكم قريب من مائة رجل من أهل بدر، ومع أصحاب نبيكم ومعكم رايات قد كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتل بها أعداء الله، ومع معاوية رايات قد كانت مع المشركين على رسول الله والمؤمنين، فما يشك في هؤلاء إلاّ ميت القلب، ضعيف النفس، وأنتم على إحدى الحسنيين: إما الفتح وإما الشهادة، ففي أيهما كان فلكم فيه الحظ‍ والظفر والغبطة والسرور عصمنا الله وإياكم بما عصم به من أطاعه واتقاه (١٩٢ - و) وألهمني وإياكم طاعته وتقواه، واستغفر الله لي ولكم.

[أدهم مولى عمر بن عبد العزيز]

كان معه بخناصرة وحكى عنه، روى عنه عبد السلام البزاز.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ‍ قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا عبد السلام البزاز عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال: كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين: تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد علينا ولا ينكر ذلك علينا.


(١) -أي لم يكن له ما يكون للشباب عادة.
(٢) -شجاع. القاموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>