للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل في يوم الخميس خامس وعشرين من شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وتوفي يوم الاحد ثامن وعشرين رجب من سنة سبع وستمائة، وكان حسن السيرة، ووصل الخبر بوفاته في شعبان الى حلب، وجلس الملك الظاهر في عزائه بحلب، وجمع له الكبراء والأماثل، وتكلم الوعّاظ‍ وأنشد الشعراء بدار العدل، وأظهر الاحتفال به، والانزعاج لموته.

أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدني الملك العادل أتابك نور الدين أرسلان شاه بن أتابك عز الدين مسعود بن أتابك قطب الدين مودود بن زنكي بن آق سنقر صاحب الموصل عند مقدمي إليه رسولا عن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب رحمه الله هذه الأبيات، وذكر أن الملك الناصر صلاح الدين رحمه الله كتب بها الى والده أتابك عز الدين مسعود على سبيل المعاتبة في أول المكاتبة، وهي للشريف الرضي:

يا مالكا نقض الودادا … أشمتّ بالقرب البعادا

وتركتني والفكر يأبى … أن يروّح لي فؤادا

ارجع الى حسن الوفا … فإنه إن عدت عادا

ودع العدا فوحرمة … العلياء لا بلغوا مرادا

من ضاع مثلي من يديه … فليت شعري ما استفادا (١)

قال: وذكر لي رحمه الله أن والده كتب إليه في ذلك بهذين البيتين:

يا ملكا أصبح لي ناصرا … إذ عزّ أعوان وأنصار

مرني بخوض النار والعن فتى … تثنيه عن طاعتك النار

قال القوصي: وهذا الملك كانت له سيرة جميلة، وهمة شريفة، وتمذهب بمذهب الإمام الشافعي، وكان آباؤه على مذهب الإمام أبي حنيفة، ومولده بالموصل.

أنبأنا عبد العظيم المنذري قال: وفي أواخر رجب-يعني من سنة سبع وستمائة-توفي الملك العادل نور الدين أبو الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن


(١) - ديوان الشريف الرضي- ط‍. دار صادر بيروت:١/ ٣٨٧ مع فوارق.

<<  <  ج: ص:  >  >>