للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البلاذري: وحدثني بعض أهل أنطاكية وبغراس أن مسلمة بن عبد الملك لما غزا عموريه حمل معه نساءه وحمل ناس ممّن معهم نساءهم وكانت بنو أمية تفعل ذلك إرادة الجد في القتال للغيرة، فلما صار في عقبة بغراس عند الطريق المستدقة التي تشرف على الوادي سقط‍ محمل فيه امرأة الى الحضيض، فأمر مسلمة أن تمشي سائر النساء، فمشين، فسميت تلك العقبة عقبة النساء.

قال: وقد كان المعتصم بالله صلوات الله عليه بنى على حد تلك الطريق حائطا قصيرا من حجارة.

قال البلاذري: وقد اختلفوا في أول من قطع الدرب، وهو درب بغراس، فقال بعضهم لبعض: قطعه ميسرة بن مسروق العبسي، وجهه أبو عبيدة بن الجراح (٤٩ - ظ‍) فلقي جمعا للروم ومعهم مستعربة من غسان وتنوخ وإياد يريدون اللحاق بهرقل، فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم لحق به الاشتر النخعى مددا من قبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية.

وقال بعضهم: أول من قطع الدرب عمير بن سعد الأنصاري حين توجه في أثر جبلة بن الأيهم.

وقال أبو الخطاب الأزدي: إن أبا عبيدة نفسه غزا الصائفة فمر بالمصّيصة وطرسوس، وقد جلا أهلها وأهل الحصون التي تليها، فأدرب وبلغ في غزاته زندة.

وقال غيره: إنما وجه ميسرة بن مسروق فبلغ زندة (١).

***


(١) - فتوح البلدان،١٦٨ - ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>