للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين ألف ألف درهم، قال: قد سررتني وقد سوغتكها، ولكن أكتب الى عبد الله ابن طاهر فعرفه أني إنما ضمنتك السواد له (٢٣٦ - و) وسوغتك هذا الفضل لمكانه ومحله مني، ففعلت.

قال: فكتب إلي عبد الله بن طاهر قد سرني ما كتبت به من ربحك عشرين ألف ألف درهم وتسويغ أمير المؤمنين إياك ذلك، وأمير المؤمنين أجل قدرا وأعظم خطرا أن يستكثر هذا من فعله أن كان أهلا لما هو أكثر منه، وليس ينبغي يقنع لك بهذا دون أن أضيف إليه شيئا آخر من مالي، فاقبض من غلة ضياعي مائة ألف ألف درهم (١).

قرأت بخط‍ محمد بن الحسن بن محمد الصيرفي في جزء فيه أخبار ونوادر سمعها من أبي محمد علي بن أحمد الماذرائي عن شيوخه، قال الماذرائي: وأنشدني أبو القاسم-يعني علي بن الحسن بن شمردل الكاتب قال: أنشدني بعض العباسيين ببغداد قال: سمعت إسحاق بن ابراهيم بن مصعب الطاهري ينشد:

لو كنت أحمل خمرا يوم زرتكم … لم ينكر الكلب أني صاحب الدار

لكن أتيت وريح المسك يفضحني … والعنبر الورد أذكيه على النار

فأنكر الكلب ريحي حين أبصرني … وكان يألف ريح الزق والقار

وقرأت بخط‍ محمد بن الحسن بن محمد الصيرفي في هذا المجموع: قال الماذرائي: أخبرني محمد-يعني أبا الحسين محمد بن حميد الأنباري-قال:

أخبرني العباسي قال: حدثني أبو حشيشة قال: كنت في منزلي بمدينة السلام فأتاني رسول اسحاق (٢٣٦ - ظ‍) بن ابراهيم قبل صلاة المغرب في الحضور، فقلت لرسوله: ومن عنده؟ فقال بعث الى بدل الكبيرة وعمرو بن بانة، قال: فصرت الى داره فرأيت آلة الشرب وآنية النبيذ والفواكه والرياحين في صحن الدار وهو جالس في قبته التي كانت مشرفة على دجلة، فدخلت ووافى عمرو بن بانة ووافت بدل، فأومأ إلينا بالجلوس فجلسنا وما فينا أحد ينطق وهو في صدر المجلس


(١) -الخبر ليس في المطبوع من كتاب الجليس الصالح الكافي.

<<  <  ج: ص:  >  >>