للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علق الفؤاد دموعه علق … أبدا على خديه تستبقق

قلق الضمير تكاد أضلعه … من لوعة التفريق تفترق

واهي القوى أوهى تجلده … قمر لسيف اللحظ‍ ممتشق

(٤١ - ظ‍)

حلو تناسب في ملاحته … فالناس في أوصافه نسق

عاتبته يوما وقلت له: … عطفا فكلل وجهه العرق

فحسبته شمسا وقد طلعت … فيها النجوم أظلها الغسق

عجبا لنار فوق وجنته … أبدا بماء الخد تأتلق

والنار ضدّ الماء كيف ترى … جمعا وهذا كيف يتفق

عابوه لما لاح عارضه … حسدا وقالوا فيه لا رزقوا

غفلوا عن المعنى أما علموا … أن الغصون يزينها الورق

لله ليلة بات معتنقي … ويدى بفضل الصدغ تعتلق

أخشى من الأنفاس تحرقه … فأكف أنفاسي فأحترق

ومتى هممت بلثم وجنته … سلت علي سيوفا الحدق

وحدثني أسعد بن يحيى قال: كان صاحب آمد يهوى قينة فقال لها يوما وهو سكران: قد سلوتك، فعلقت يدها في طوقه وقالت متمثلة:

لتقرعن علي السن من ندم … إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي

فوقع في قلبه من ذلك شيء عظيم فدخلت عليه، فأخبرني بالقصة، فقلت ارتجالا-وضمّن البيت المتمثل به:

أدر كؤوسك عني أيها الساقي … وارفق علي فهذا وقت إرفاق

أما ترى سورة الصهباء قد سلبت … عقلي وقد أسكرتني خمر أشواقي

(٤٢ - و)

نار الغرام وماء الدمع قد جمعا … فاعجب له بين إحراق وإغراق

لم يبق مني هوى ليلى سوى رمق … وفي الزجاجة باق يطلب الباقي

قالت وقد قلت في سكر أمازحها: … سلوت عنك فمدّينى بأطواقي

<<  <  ج: ص:  >  >>