للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأبى لنا الله أن نرضى نقيصتكم … حتى تفتّح يأجوج بمأجوج

قال: فسكن القوم، وقال مالك بن هبيرة من أصحاب معاوية وبعث الى الاشعث شعرا فيه:

من أصبح اليوم مثلوجا بأسرته … فالله يعلم أني غير مثلوج

زالت عن الأشعث الكندي رايته … وقلد الأمر حسان بن مخدوج (١)

فترك الأشعث اجابته.

قال: وان حسان بن مخدوج حيث بلغه قول مالك بن هبيرة مشى برايته الى الأشعث، فركزها على داره، ومشى مع حسان وجوه قومه، فقال الاشعث: أترى هذه الرئاسة عظمت على عليّ، والله لهي أخف علي من زف النعام، ومعاذ الله أن تغيرني عن حالي، فعرض عليه عليّ أن يعيدها عليه، فقال الأشعث: يا أمير المؤمنين إن يكن أولها شرا فليس آخرها بعار، قال علي: لست بالذي يتركك حتى تلي، فقال الأشعث: ذلك اليك، قال: ثم ان عليا كتب الكتائب، قال: (١٢٩ - و) وجعل على ذهل الكوفة حسان بن مخدوج الذهلي، فولاها حسان أخاه الحسن بن مخدوج.

[حسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح]

ابن شبيب بن مسعود بن أسعد بن مزر بن سالم بن سعد بن سميع بن حوط‍ ابن معبد بن عيسى بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثور بن معن الطائي، أمير كبير من آل الجراح، وكان قد لقب من جهة (٢) مصر بعدة الدولة ورضيعها، وقدم الى حلب محالفا صالح بن مرداس الكلابي واتفقا على محاربة العساكر المصرية في أيام الظاهر (٣) ومقدمها أمير الجيوش الدزبري (٤) وحسان هو الذي هرب اليه أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي (٥) حين قتل الحاكم أباه


(١) - انظر صفين لنصر بن مزاحم:١٥٥ - ١٥٦ مع فوارق شديدة.
(٢) -يريد بذلك الخلافة الفاطمية.
(٣) -الخليفة الظاهر الفاطمي (٤١١ - ٤٢٧ هـ‍ /١٠٢١ - ١٠٣٦ م).
(٤) -أنوشتكين الدزبري، وقد بحثت في مسألة التحالف القبلي ضد الخلافة الفاطمية في كتابي امارة حلب-ط‍. دمشق ٧٦:١٩٨٨ - ١٠٥،٨٦ - ١١٢.
(٥) -للوزير المغربي ترجمة مقبلة سيرد فيها الحديث مفصلا عن علاقته وأسرته بالخلافة الفاطمية ثم عن مشاريعه في بلاد الشام والجزيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>