للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماء يغرقها والنار تحرقها … واللص يسرقها والفأر يخرقها

قال: وكان كثير الدعابة سريع الغضب، سريع الرضا، وتوفي رحمه الله في ثاني عشر رجب من سنة ثمان وستمائة.

[حماد بن منصور بن حماد بن خليفة بن علي]

وقيل علوان أبو الثناء البزاعي الاستاذ من أهل بزاعا، قرأت نسبه هكذا بخط‍ أبي غالب بن الحصين، وقال في جد جده علي،: وأخبرني علي بن محمود بن علي البزاعي، وذكر لي أنه نسيب لحماد أن جد جده اسمه علوان، بدل علي، وكان الاستاذ حماد شاعرا مجيدا فاضلا (٢٦٥ - ظ‍) عارفا بالقرآن وعلومه واللغة والنحو، حسن الخط‍ دينا، سمع الحافظ‍ أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني. روى عنه شيئا من شعره الحافظ‍ أبو محمد القاسم بن الحافظ‍ أبي القاسم علي بن الحسن وأبو عبد الله محمد بن حمزه بن أبي الصقر القرشي الدمشقي وذكره في معجم شيوخه، وعماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب، وسمعوا منه كلهم بحلب.

وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن فضل الله الدقاق، وأبو الفتح بن بيان بن علي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أبي غانم بن ابراهيم بن سندي، وهبة الله بن أحمد بن جعفر البزاعي وأبو عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي، والقاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب، وكان يعلم الصبيان بحلب، وانتفع به جماعة من الحلبيين.

قرأت بخط‍ الوزير جمال الدين أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين البغدادي في كتابة في ذكر الشعراء على حروف المعجم (١)، وأنبأنا به إجازة عنه أبو عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي قال: حماد بن منصور بن حماد بن خليفة ابن علي البزاعي، مولده بحلب في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وكان رجلا صالحا، كثير العبادة، قيما بتلاوة القرآن، وخبيرا بالقراءات ووجوهها وتعليلها، وله أشعار كثيرة مشحونة بالحكمة والواعظ‍ والآداب لم يسأل قط‍ في شعره ولا رغب به الى ملك ولا سوقة (٢).


(١) -لم أقف له على ذكر.
(٢) -لم يرد ذكره في المستفاد من تاريخ ابن النجار.

<<  <  ج: ص:  >  >>