للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبادروا اليه وحملوه، وأقسم نعمان على أصحابه أن لا يعلموه. (٢٧٩ - ظ‍) بما جرى، ووضعوه على فراشه وسكنوه ساعة، ثم أرسلوا خلف ست النظر المغنية واحضروها فجلست عند رأسه وغنت فهب من رقدته وجلس واستطاب وقته، فسألوه أن ينظم في ذلك شيئا فعمل:

أيا صاح قد صاح ديك الصباح … وهبت تغنيك ست النظر

بلفظ‍ هو السحر سحر الحلال … ووجه حوى الحسن مثل القمر

وتشدوك قم وتنبه لها … وباكر صبوحك قبل البكر

أفق كم تنام وهات المدام … ورقرق لنا الجام وقيت شر

أما تنظر الفجر خلف الظلام … محثا وأعلامه قد نشر

وقد سامحتك صروف الزمان … وكفت أكف القضاء والقدر

فما العذر في ترك شرب المدام … ونهب الأباريق كرا وفر

فحث الشمول بخفق الطبول … ونفخ الزنامي وقرع الوتر

فما رونق الدهر باق عليك … فخذ ما صفا واجتنب ما كدر

قال سعيد: فبقي حمدان مدة لا يعلم بما جرى الى أن خطر لي أن قلت له:

ما تقول يا مولاي فيمن سقط‍ من هذا المكان الى أسفل؟ فقال: ما يجمع الله به شملا، فقلت: أما تذكر ليلة «أيا صاح قد صاح ديك الصباح»؟ فقال: ما جرى؟ فقصصت عليه القصة، فقال: لهذا تؤلمني أعضائي من ذلك اليوم، ثم ألقى نفسه مريضا فبقي على الفراش مطروحا شهرين (٢٨٠ - و).

أخبرني حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم أن عمّ أبيه حمدان ابن عبد الرحيم توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وقد جاوز الثمانين.

[حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد]

ابن عبد الرحيم بن حمدان بن علي التميمي، أبو الفوارس بن أبي الموفق ولد ابن أخي الذي قدمنا ذكره، شيخ حسن مستور يحفظ‍ أشعارا كثيرة ونوادر مستملحة، روى عن أبيه وعن سعيد ابن اخت نعمان و (١)


(١) -كذا بالاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>