للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الشغر وبكاس]

وهما قلعتان قويتان من أعمال حلب من النواحي الغربية، والشغر قلعة (١٢١ - و) (١) صغيرة قريبة من بكاس يعبر من إحداهما إلى الأخرى بجسر، وهما على جانب نهر الأرنط‍ المعروف بالعاصي، ولبكاس نهر يخرج من تحتها، وهما في غاية المنعة والقوة.

وكانت هاتان القلعتان في يد الفرنج ففتحهما الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب رحمه الله على ما أخبرني به القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: وسرنا حتى أتينا بكاس، وهي قلعة حصينة على جانب العاصي، وكان النزول بذلك المنزل يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخره، وكان المنزل على شاطئ العاصي، وصعد السلطان الملك الناصر إلى القلعة جريدة، وهي على جبل يطل على العاصي، فأحدق بها من كل جانب، وقاتلها قتالا شديدا بالمنجنيقات والزحف المضايق إلى يوم الجمعة أيضا تاسع جمادى الآخره، ويسر الله فتحها عنوة، وأسر من فيها بعد قتل من قتل منهم، وغنم جميع ما كان فيها، وكان لها قليعة تسمى الشغر قريبا منها، يعبر إليها منها بجسر، وهي في غاية المنعة ليس إليها طريق، فسلطت عليها المنجنيقات من الجوانب، ورأوا أنهم لا ناصر لهم، فطلبوا الأمان وذلك في يوم الثلاثاء ثالث عشره، وسألوا أن يؤخّروا ثلاثة أيام لإستئذان من بأنطاكية يسر الله فتحها، فأذن في ذلك، وكان تمام فتحها وصعود العلم السلطاني على قلتها يوم الجمعة سادس عشره (٢).


(١) -كتب ابن العديم في الحاشية سماعا نصه: بلغ الولد محمد قراءة، وسمع أخوه عبد الرحمن وابن أخته محمد، في الثاني عشر من ذي الحجة من سنة خمس وخمسين وستمائة.
(٢) - انظر النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية (سيرة صلاح الدين الايوبي) للقاضي بهاء الدين المعروف بابن شداد. ط‍. القاهرة ١٩٠٣، ص ٦٠ - ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>