للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد بقية الأبيات ختمها بقوله:

لا تزجريني عن طلاب العلا … ما أن ينال المر من يضرع

أنا سعيد وأبي أحمد … بالسيف ضرّي وبه أنفع

أراد بقوله: وأبي أحمد، حمدان، لأن اشتقاقهما واحد (٢٩٣ - ظ‍).

ونقلت من خط‍ الوزير أبي القاسم، وغزا أبو العلاء سنة تسع عشرة وثلاثمائة فأوغل في بلاد الروم وقتل وسبى وغنم، وكان معه خمسة آلاف فارس من العرب كل ألف بلون من الرايات والعذب على أرماحهم. وهذا منظر عجب إذا تصورته، وأبو العلاء فيما قالوا ضمن عن بني البريدي ستمائة ألف دينار، ثم أمرهم بالهرب، ودارى السلطان عنهم حتى أصلح أمرهم وأقرهم على أعمالهم، فما دخلوا مدينة السلام إلاّ مالكيها، وأهدوا الى أبي العلاء هدية بألف ألف درهم فلم يقبل منها إلاّ عمامة خز.

ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب عنوان السير قال: أبو العلاء سعيد ابن حمدان، وكان في عسكر المقتدر بالله خمسة آلاف من السودان ومنازلهم بدرب عمار فكثر تحكمهم وشغبهم فأوقع بهم أبو العلاء بن حمدان في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأحرق منازلهم، وبطل أمرهم من الدواوين والدنيا، وتقدم أبو العلاء عند الراضي بالله لانه نصر أباه في حربه، واغتاله ابن أخيه أبو محمد ناصر الدولة، وقتل بالموصل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

[سعيد بن حمزة بن مالك]

الهمداني الأرذي، من الغزاة المذكورين، غزا الروم واجتاز بحلب في غزواته.

ذكر أبو محمد عبد الله بن سعيد القطربلي عن الواقدي قال: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان (٢٩٤ - و) بن عوف الأزدي قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية ونجدة وعفاف وسياسة للحرب، وكانوا عدة له قد عرفهم وعرفوا به، فسمى لنا منهم من جند الأردن: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، وحبيش بن دلجة القيسي، وعبد الله بن مكشوح المرادي، وذكر غيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>