للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: أراد أبو القاسم الشيظمي بقوله: ليس كذا علمك المعلم، أن البيت:

[والتغلبي اذا تنحنح للقرى]

.

يعرض بالرد على سيف الدولة. (١).

قال ابن نباتة: وحمل اليه يوما مع بعض أصحابه ثيابا كثيرة وطيبا ودنانير لهما قدر، ووصى رسوله بأن يسلم اليه الجميع فاذا حصل في قبضته، قال له: أليس الشيخ هو المتنبي؟ والتمس خطه بالوصول، ففعل الرسول ما أمره به، فعظم هذا على الشيظمي وسبه وألقى (٢) ما سلمه اليه في وجهه فارتجعه الرسول وانكفأ به، فلما كان في الليل استدعاه وداعبه وأعاد اليه الصلة جميعها، وكان دائما يستعمل معه هذا الجنس وأمثاله من العبث.

قرأت في كتاب المفاوضة تأليف أبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب بخطه وأخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-اذنا-قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي غالب بن بشران قال: قرأ علينا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: حدثني أبو الفرج عبد الواحد (١٧٢ - و) بن نصر قال: كان الشيظمي منقطعا الى سيف الدولة قبل ورود المتنبي اليه، يقول شعرا مختل النسج مضطرب النظم، حتى اذا قامت للمتنبي سوق عند سيف الدولة دخله شبيه شيطان، فقال شعرا جيدا.

وكان سيف الدولة شجر بينه وبين أخيه ناصر الدولة منافرة بسبب الرحبة، لأنها كانت لأخته، وماتت ورام ناصر الدولة استضمامها الى أعماله، وهي جارية في أعمال سيف الدولة، فقال لنا: قد عرفتم ما كان من ناصر الدولة، فمن حضره في ذلك شيء فليقل، فغدا الشعراء عليه، فأنشدوه، فسمع من كل منهم، وقال:

اسمعوا الى من اختصر واقتصر، وأنشدنا لنفسه:


(١) كان سيف الدولة تغلبيا.
(٢) كرر بالاصل كلمة «وألقى».

<<  <  ج: ص:  >  >>