للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولفظ الأجل جاء في القرآن في مواضع كثيرة، منها: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: ٣٤] وفي الآية التي معنا: {فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ ... } [العنكبوت: ٥] .

والأجلان مختلفان بالنسبة للحضور الحياتي للإنسان، فالأجل الأول يُنهي الحياة الدنيا، والأجل الآخر يُعيد الحياة في الآخرة للقاء الله عَزَّ وَجَلَّ، إذن: فالأجلان مرتبطان.

والحق - سبحانه وتعالى - حينما يعرض لنا قضية غيبية يُؤنِسنا فيها بشيء حسيٍّ معلوم لنا، حتى يستطيع العقل أن ينفذ من الحَسيِّ إلى الغيبي غير المشاهد. وأنت ترى أن أعمار بني آدم من هذه الحياة تتفاوت: فواحد تغيض به الأرحام، فلا يخرج للحياة، وواحد يتنفس زفيراً واحداً ويموت. . إلخ.

وفي كل لحظة من لحظات الزمن نعاين الموت، مَنْ يموت بعد نفَس واحد، ومَنْ يموت بعد المائة عام. إذن: فلا رتابة في انقضاء الأجل، لا في سِنٍّ ولا في سبب: فهذا يموت بالمرض، وهذا بالغرق، وهذا يموت على فراشه.

لذلك يقول الشاعر:

فَلا تحسَب السُّقْم كأسَ الممات ... وإنْ كانَ سُقْماً شَديد الأَثَر

فَرُبَّ عليلٍ تراهُ اسْتفاقَ ... ورُبَّ سَليمٍ تَراَهُ احتُضرْ

وقال آخر:

وَقَدْ ذَهَب الممتِلي صحةً ... وصَحَّ السَّقِيمُ فَلَمْ يذْهب

وتجد السبب الجامع في الوباءات التي تعتري الناس، فيموت

<<  <  ج: ص:  >  >>