للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا المعنى كما نقول في العامية (اديني عرض كتافك) أي: انصرف عنهم، فلم يَعُدْ بينك وبينهم لقاءٌ، ولا جدوى من مناقشتهم والتناظر معهم فقد استنفدوا كل وسائل الإقناع، ولم يَبْقَ لهم إلا السيف يردعهم، على حَدِّ قول الشاعر:

أنَاةٌ فإنْ لَمْ تُغْنِ عَقِّبْ بعدَها وَعيداً ... فَإنْ لَمْ يُغْنِ أَغَنَتْ عَزَائمهُ

فقد بلَّغهم رسول الله وأنذرهم، لقد بشَّرهم بالجنة لمن آمن، وحذرهم النار لمن كفر فلم يسمعوا. إذن:

فَمَا هُوَ إلاَّ الوَحْي أو حَدّ مُرْهَف ... فالعاقل الوحي يقنعه، والجاهل السيف يردعه.

وقوله سبحانه: {وانتظر. .} [السجدة: ٣٠] أمر من الله تعالى لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، أي: انتظر وعدي لك بالنصر والغلبة، وقلنا: إن وعد الله محقق، حيث لا توجد قوة أخرى تمنعه من إنفاذ وعده، أما الإنسان فعليه حين يَعِد أنْ يتنبه إلى بشريته، وأنه لا يملك شيئاً من أسباب تنفيذ ما وعد به.

لذلك يُعلِّمنا ربنا: {وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>