للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبو الطيب المتنبي يقول في هذا المعنى:

إذَا ترحَّلت عن قومٍ وقد قَدروا ... ألاَّ تُغادِرهم فَالرَّاحِلون هُمُ

أي: إن كنت تعيش مع قوم، وأردت أن تفارقهم وقد قدروا أن تعيش معهم، فالذي رحل حقيقة هم هؤلاء القوم.

ويقول الحق سبحانه وتعالى بعد خروج يونس مغاضباً:

{فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: ٨٧] .

أي: أنه رجَّح أن الحق سبحانه لن يُضيِّق عليه الأرض الواسعة، وسيهيىء له مكاناً آخر غير مكان المائة الألف أو يزيدون الذين بعثه الله تعالى إليهم.

وكان من المفروض أن يتحمل الأذى الصادر منهم تجاهه، لكن هذا الظن والظن ترجيح حكم يدلنا على أن معارضة دعوته كانت شديدة تُحْفِظ وتملأ القلب بالألم والتعب.

وكان عليه أن يُوطِّن نفسه على مواجهة مشقات الدعوة.

والقرية التي أرسِل إليها يونس عليه السلام هي قرية: «نينوى» ، وهي التي جاء ذكرها في أثناء حوار بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ والغلام النصراني «عداس» الذي قابله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في طريق عودته من الطائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>