للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المعاقبة والمراقبة والمكانفة]

...

ويتصور وقوع المعاقبة على ثلاث صور:

الأولى: أن يزاحَفَ عجز تفعيلة ويسلم صدر التي بعدها، وهذا النوع يسمى "العجز".

الثانية: أن يزاحف أول تفعيلة لسلامة عجز التي قبلها، وهذا يسمى "الصدر".

الثالثة: أن تقع تفعيلة بين تفعيلتين فيزاحف صدرها لسلامة ما قبلها، ويزاحف عجزها لسلامة صدر ما بعدها، وهذا النوع يسمى: الطرفين، ويتصور هذا النوع الأخير في المديد في فاعلاتن التي هي أول العجز؛ فإن قبلها فاعلاتن وبعدها فاعلن، فألف فاعلاتن أول العجز تزاحف لسلامة نون فاعلاتن التي قبله، ونون فاعلاتن أول العجز أيضًا تزاحف لسلامة ألف فاعلن التي بعدها فتصير صورتها هكذا:

فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ... فعلات فاعلن فاعلاتن

كما يتصور في الرمل إذا شكل جزؤه الثاني والخامس فتصير فاعلاتن فيهما: فعلات، فتكون مخبونة لصحة نون فاعلاتن قبلها، ومكفوفة لصحة ألف فاعلن بعدها في العروض وفاعلاتن في الضرب. ومثال ذلك قول الشاعر:

إن سعدًا بطل ممارس ... صابر محتسب لما أصابه

فهو مشكول في جزئه الثاني وهو: "بطلن م"، ووزنه فعلات. وكذلك جزؤه الخامس: تسبن ل، ووزنه فعلات، ويصير وزن البيت هكذا:

فاعلاتن فعلات فاعلن ... فاعلاتن فعلات فاعلاتن

وقد بقي من حديث المعاقبة والمراقبة "التي ذكرناها في البحر المقتضب" أن لهما ثالثًا يسمى المكانفة، وهي أن يجتمع سببان يصح سلامتهما معًا، ومزاحفتهما معًا، وسلامة أحدهما ومزاحفة الآخر مثل مستفعلن في البسيط مثلًا، ويصح أن تبقى تامة، ويصح أن تخبن ولا تطوى فتكون متفعلن، ويصح أن تخبن وتطوى فيصير متعلن.

<<  <   >  >>