للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[شبهات المعتزلة النقلية]

للمعتزلة شبهات على قولهم: (أن كلام اللَّه مخلوق، خلقه منفصلًا عنه في بعض الأجسام) .

الأولى- قالوا: قال اللَّه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فالقرآن شيء، فيكون داخلًا في عموم (كل) فيكون مخلوقًا.

والجواب من وجوه:

الأول: أن هذا الاستدلال عجيب جدًا من هؤلاء، وبيان ذلك أنهم لا يعترفون ولا يعتقدون أن أفعال العباد مخلوقة لله، فإذا كان العموم مرادًا من قوله: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فلماذا أخرجوا أفعال العباد.

مع العلم أننا نقول: كلام اللَّه صفة من صفاته به تكون الأشياء المخلوقة، إذ بأمره تكون المخلوقات، قال اللَّه تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} .

<<  <   >  >>