للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العَالَمِين عَنِ الصَّاحبَة وَالوَلَد (١) !

وَقِيْلَ: إِنَّ الطَّاغيَةَ سأَلَه: كَيْفَ جَرَى لزَوْجَةِ نَبِيِّكُم؟

يَقْصِدُ تَوْبِيْخاً - فَقَالَ: كَمَا جَرَى لمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَان، وَبَرَّأَهُمَا اللهُ، لَكِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تَأَتِ بِوَلَدٍ، فَأَفْحَمَهُ (٢) .

قَالَ الخَطِيْبُ (٣) :سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخُوَارِزْمِيّ يَقُوْلُ:

كُلّ مُصَنِّفٍ بِبَغْدَادَ إِنَّمَا يَنْقُلُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ سِوَى القَاضِي أَبِي بَكْرٍ، فَإِنَّمَا صَدْرُه يحوِي عِلْمَهُ وَعِلْمَ النَّاسِ.

وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البَافِي: لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ بِثُلُث مَالِهِ لأَفْصحِ النَّاس، لَوَجَبَ أَنْ يُدْفع إِلَى أَبِي بَكْرٍ الأَشْعَرِيّ (٤) .

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحْمُوْدُ بنُ الحُسَيْنِ القَزْوِيْنِيّ: كَانَ مَا يُضْمِرهُ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَشْعَرِيّ مِنَ الوَرَع وَالدِّين أَضعَافَ مَا كَانَ يُظْهِرُهُ.

فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ.

فَقَالَ: إِنَّمَا أُظْهِرُ مَا أُظْهِرُهُ غَيْظاً لِليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى، وَالمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ، لِئَلاَّ يَسْتَحْقِرُوا عُلَمَاءَ الحَقّ (٥) .

وَعمل بَعْضُهُم فِي مَوْتِ القَاضِي:

انْظُرْ إِلَى جَبَلٍ تَمْشِي الرِّجَالُ بِهِ ... وَانْظُرْ إِلَى القَبْرِ مَا يَحْوِي مِنَ الصَّلَفِ

وَانْظُرْ إِلَى صَارِمِ الإِسْلاَم مُنْغَمِداً ... وَانْظُرْ إِلَى دُرَّةِ الإِسْلاَمِ فِي الصَّدَفِ (٦)


(١) " تبيين كذب المفتري " ٢١٨، ٢١٩.
(٢) انظر " تبيين كذب المفتري " ٢١٩، و" البداية والنهاية " ١١ / ٣٥٠، وانظر مناظرته في مجلس ملك الروم وأخباره معه في " ترتيب المدارك " ٤ / ٥٩٤ - ٦٠١.. (٣) في " تاريخ بغداد " ٥ / ٣٨٠.
(٤) " تاريخ بغداد " ٥ / ٣٨٠، و" الأنساب " ٢ / ٥٢.
(٥) انظر " تبيين كذب المفتري " ٢٢٠.
(٦) البيتان في " تاريخ بغداد " ٥ / ٣٨٢، ٣٨٣، و" الأنساب " ٢ / ٥٢، و" تبيين =