للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٣٦ - صَالِحُ بنُ مِرْدَاسٍ أَسَدُ الدَّوْلَةِ الكِلاَبِيُّ *

المَلِكُ، أَسَدُ الدَّوْلَةِ الكِلاَبِيُّ، مِنْ وُجُوْهِ العَرَبِ.

تَمَلَّكَ حَلَبَ، وَانْتَزَعَهَا مِنْ مُرْتَضَى الدَّوْلَةِ نَائِبِ الظَّاهِرِ العُبِيْدِيِّ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَأَقبَلَ لِمُحَارَبَتِهِ المِصْرِيُّونَ، عَلَيْهِم الدِّزْبَرِي (١) ، فَكَانَ المَصَافُّ بِالأُقْحُوَانَة (٢) فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة عِشْرِيْنَ، فَقُتِلَ صَالِح، وَكَانَ بِيَدِهِ بَعْلَبَكَّ أَيْضاً (٣) . وَنَجَا وَلدُهُ أَبُو كَامِلٍ نَصْرٌ، فَتَمَلَّكَ حَلَبَ، وَلُقِّبَ سَيِّد الدَّوْلَة (٤) .

وَبَقِيَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَاقتتل هُوَ وَعسكرُ مِصْر عِنْد حمَاة، فَقُتِلَ نَصْرٌ وَأَخَذَ الدِّزْبَرِيُّ حَلَبَ وَالشَّامَ كُلَّه، إِلَى أَنْ مَاتَ بِحَلَب فِي سَنَةِ ٤٣٤ (٥) فَأَقبل مِنَ الرَّحْبَة ثُمَالُ بنُ صَالِحٍ، وَهُوَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ، فَتَمَلَّكَ حَلَبَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، فَقَاتله المِصْرِيُّون، فَهَزمَهُم، ثُمَّ التَقَوهُ، فَهَزَمَهُم، وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ صَالَحَ صَاحِبَ مِصْر، وَرَاحَ إِلَى


(*) الكامل في التاريخ ٩ / ٢١٠ و٢٢٧ - ٢٣٤، زبدة الحلب ١ / ٢٧٧، وفيات الأعيان ٢ / ٤٨٧، ٤٨٨، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٤٠ - ١٤٢، العبر ٣ / ٢٥٠، دول الإسلام ١ / ٢٥٠، تتمة المختصر ١ / ٤٨٨ - ٤٩٠، تاريخ ابن خلدون ٤ / ٢٧١، ٢٧٢، شذرات الذهب ٣ / ١٣٦.
(١) هو أمير الجيوش نوشتكين بن عبد الله التركي، سترد ترجمته برقم (٣٣٤) وقد تحرف في " تاريخ " ابن خلدون ٤ / ٢٧٢ و٢٧٣ إلى " الدريدي " و" الوزيري ".
(٢) الاقحوانة: اسم لعدة مواضع، والمقصود هنا: بليدة بالشام من أعمال فلسطين بالقرب من طبرية.
انظر " معجم البلدان " ١ / ٢٣٤، و" وفيات الأعيان " ٢ / ٤٨٨.
(٣) انظر " الكامل " ٩ / ٢٣٠، ٢٣١، و" تاريخ " ابن خلدون ٤ / ٢٧٢.
(٤) في " الكامل " ٩ / ٢٤١ و" تاريخ " ابن خلدون ٤ / ٢٧٢ و" المختصر في أخبار البشر " ٢ / ١٤١: " شبل الدولة ".
(٥) " الكامل " ٩ / ٢٣١، و" تاريخ " ابن خلدون ٤ / ٢٧٢، ٢٧٣.