للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكَبِيْر أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُقَاتِلِ بنِ صُبِيْحِ بن رَبِيْعِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ بن أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، المُهَلَّبِيُّ، الهَرَوِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مِنْ كِبَارِ أَئِمَّة المَذْهَبِ.

حَدَّثَ بِـ (جَامِع التِّرْمِذِيِّ) عَنْ عَبْد الجَبَّارِ الجَرَّاحِيّ.

قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِي: شَيْخٌ عديمُ النّظير زُهْداً وَصلاَحاً وَعِفَّةً، لَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ مِنِ ابْتدَاء عُمُره إِلَى انتهَائِهِ، وَكَانَتْ إِلَيْهِ الرِّحلَةُ مِنَ الأَقطَار، وَالقصدُ لأَسَانِيْده (١) ، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.

وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ: كَانَ شيخُنَا أَبُو عَامِرٍ مِنْ أَركَانِ مَذْهَب الشَّافِعِيّ بِهَرَاةَ، كَانَ نِظَامُ المُلك يَقُوْلُ: لَوْلاَ هَذَا الإِمَام فِي هَذِهِ البلدَة، لَكَانَ لَنَا وَلَهُم شَأْنٌ - يُهَدِّدُهُم (٢) - وَكَانَ يَعتقِدُ فِيْهِ اعتقَاداً عَظِيْماً، لِكَوْنِهِ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئاً قَطُّ.

وَلَمَّا سَمِعْتُ مِنْهُ (الجَامِع (٣)) ، هَنَّأَنِي شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ (٤) ، وَقَالَ: لَمْ تَخْسَرْ فِي رِحلتك إِلَى هَرَاة.

وَكَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ قَدْ سَمِعَهُ قديماً نَازلاً، ثُمَّ سَمِعَهُ مِنَ الجَرَّاحِيّ (٥) .


(١) الخبر في " طبقات السبكي ": ٥ / ٣٢٨.
(٢) في " طبقات السبكي ": ٥ / ٣٢٨: يهددهم به.
(٣) أي: جامع الامام الترمذي، وأخطأ من سماه " صحيح الترمذي " فإنه لم يلتزم فيه الصحة كالبخاري ومسلم.
(٤) هو الحافظ الكبير أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد الأنصاري الهروي، صاحب كتاب " الأربعين "، وكتاب " منازل السائرين "، وكتاب " ذم الكلام وأهله ". المتوفى سنة ٤٨١ هـ وقد تقدمت ترجمته في الجزء الثامن عشر برقم (٢٦٠) .
(٥) وقد أورد المؤلف ذلك في " تذكرته ": ١١٨٣.