للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٤٤ - ابْنُ حَمْدِيْنَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ *

العَلاَّمَةُ، قَاضِي الجَمَاعَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ حَمْدِيْنَ الأَنْدَلُسِيّ، المَالِكِيُّ، صَاحِبُ فُنُوْنٍ وَمَعَارِفَ وَتَصَانِيفَ.

وَلِيَ القَضَاءَ ليُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْن الْملك، فَسَارَ أَحْسَنَ سِيرَةٍ، وَحَمَلَ عَنْ أَبِيْهِ.

رَوَى عَنْهُ: القَاضِي عِيَاضٌ وَعظَّمه، وَقَالَ:

تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَة، وَلِيَ قَضَاءَ قُرْطُبَة، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي عُمَرَ بن عَبْد البَرِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بن دِلْهَاث، وَتَفَقَّهَ بِأَبِيْهِ، وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَتَّابٍ، وَحَاتِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ذَكِيّاً، بارعاً فِي العِلْمِ، مُتَفنِّناً أُصُوْلياً، لُغويّاً، شَاعِراً (١) ، حَمِيْدَ الأَحكَامِ.

مَاتَ: فِي المُحَرَّمِ، لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْهُ، عَنْ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

وَكَانَ يَحُطُّ عَلَى الإِمَامِ أَبِي حَامِدٍ فِي طَرِيقَة التَّصَوُّفِ، وَأَلَّف فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.


(*) الصلة لابن بشكوال: ٢ / ٥٧٠، تاريخ الإسلام: ٤ / ١٩١ / ١، نفح الطيب: ٣ / ٥٣٧، ٥٣٩، الغنية: ١١٦، ١١٧.
(١) في " نفح الطيب ": ٤ / ٧٦: وقال أبوعمران بن سعيد: أخبرني والدي أنه زار ابن حمدين بقرطبة في مدة يحيى بن غانية، قال: فوجدته في هالة من العلماء والأدباء، فقام وتلقاني، ثم قال: يا أبا عبد الله ما هذا الجفاء؟ فاعتذرت بأني أخشى التثقيل، وأعلم أن سيدي مشغول بما هو مكب عليه، فأطرق قليلا، ثم قال: لو كنت تهوانا طلبت لقاءنا * ليس المحب عن الحبيب بصابر فدع المعاذر إنما هو جنة * لمخادع فيها ولست بعاذر فقلت: تصديق سيدي عندي أحب إلي وإن ترتبت علي فيه الملامة من منازعته منتصرا لحقي، فاستحسن جوابي، وقال لي: كرره فإنه والله ماح لكل ذنب ...