للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاع، قوِيَّ الْبدن، ثَبْتاً، كَثِيْرَ الذِّكْرِ، دَائِمَ التِّلاَوَةِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ زوج الحرّة، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَكُنْت أَجِيْءُ (١) إِلَيْهِ فِي الحَرِّ، فَنصعدُ سطحَ المَسْجَد، فَيسبقنِي فِي الدّرج.

مَاتَ: فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

قَالَ أَبُو مُوْسَى: ذَهَبَ بَصَرُهُ، ثُمَّ عَادَ بَصِيْراً.

٣٤٤ - حَمَّادُ بنُ مُسْلِمِ بنِ ددُّوْهُ *

الشَّيْخُ الْقدَم، علمُ السَّالكين، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّبَّاس، الرَّحَبِيّ؛ رَحْبَةُ مَالِك بن طَوْق.

نشَأَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَجلسُ فِي غُرفَة كَاركه (٢) الدّبس، وَكَانَ مِنْ أَوليَاء الله أُولِي الكرَامَاتِ، انْتفع بصُحبَتِه خلقٌ، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى الأَحْوَال، كَتَبُوا مِنْ كلاَمه نَحْواً مِنْ مائَة جُزْء، وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْم أُمِّيّاً.

فَعَنْهُ قَالَ: مَاتَ أَبوَاي فِي نَهَارٍ وَلِي ثَلاَث سِنِيْنَ.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجيلِي: سَمِعَ مِنْ أَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ،


(١) في الأصل: وكتب أخي إليه في الجزء، وهو تصحيف قبيح وقع للناسخ، والنص في " المنتظم ": وكنت أجئ إليه في الحر، فيقول: نصعد إلى سطح المسجد فيسبقني في الدرجة، وكذلك ورد على الصواب عند المصنف في " معرفة القراء " رقم (٤٣٠) .
(*) المنتظم: ١٠ / ٢٢ - ٢٣، الكامل في التاريخ: ١٠ / ٦٧١، تاريخ الإسلام: ٤: ٢٦٦ / ١ - ٢، دول الإسلام: ٢ / ٤٧، العبر: ٤ / ٦٤، تتمة المختصر: ٢ / ٥٩، مرآة الزمان: ٨ / ٨٥، البداية: ١٢ / ٢٠٢، النجوم الزاهرة: ٥ / ٢٤٦، شذرات الذهب: ٤ / ٧٣ - ٧٤، منتخبات التواريخ: ٤٧٣.
(٢) الكلمة فارسية، ومعناها المعمل أو المصنع، أو الدكان أو القصر.