للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَأَقَامَ مُحَمَّدُ ابْنُ غَانِيَةَ بِهَا، وَأَقَامَ الدعوَة لِبَنِي العَبَّاسِ عَلَى قَاعِدَة المُرَابطين إِلَى أَنْ مَاتَ (١) ، فَخلفه ابْنه إِسْحَاق، وَكثر الدَّاخلُوْنَ إِلَيْهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الغَزْو فِي البَحْر، وَكثرت أموَاله مِنَ الغَنَائِم، وَبَقِيَ يهَادِي الموحّدين، وَيَحْمِل إِلَيْهِم، وَيدَارِيهِم إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، استُشهد فِي بلاَد الفِرنْج مِنْ طعنَة فِي عُنُقه، وَخَلَّف ثَمَانِيَة بَنِيْنَ (٢) ، فَوَلِيَ المَمْلَكَةَ بَعْدَهُ بِعَهْد مِنْهُ ابْنُهُ الأَمِيْرُ عَلِيُّ (٣) بنُ إِسْحَاقَ ابْنُ غَانِيَةَ.

٢٦ - الرُّصَافِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ الأَنْدَلُسِيُّ *

شَاعِرُ المَغْرِبِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ الأَنْدَلُسِيُّ، الرَّفَّاءُ، مِنْ رُصَافَةِ الأَنْدَلُسِ.

سَار نَظْمُه فِي الآفَاق، وَتُوُفِّيَ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِمَالقَة.

وَرُصَافَةُ: بُليدَة بِقُرْبِ بَلَنْسِيَة، أَنشَأَهَا عَبْد الرَّحْمَانِ بن مُعَاوِيَةَ الدَّاخلُ.


(١) مات سنة ٥٤٦ كما هو معروف.
وقد نقل الذهبي جميع هذا الاخبار من عبد الواحد المراكشي (المعجب: ص ٣٤٤ ٣٤٣) .
(٢) ذكر هم عبد الواحد المراكشي وهم: علي، ويحيى، وأبو بكر، وسير، وتاشفين، ومحمد، والمنصور، وإبراهيم.
(٣) المراكشي: (المعجب) : ص ٣٤٥ فما بعد.
(*) ترجم له ابن الابار في التكملة: ٢ / ٥٢٠، وابن خلكان في الوفيات: ٤ / ٤٣٢، والذهبي في تاريخ الإسلام: الورقة ٤٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ١٤) ، والصفدي في الوافي: ٤ / ٢٩، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤١.
وفي تعليق الدكتور الفاضل إحسان عباس على ترجمته في وفيات الأعيان مصادر أخرى فراجعها إن أردت استزادة.