للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ الأَبَّارُ (١) : كَانَ أَحَدَ الحُفَّاظِ، يَسْرُدُ المتُوْنَ، وَيَحْفَظُ الأَسَانِيْدَ عَنْ ظَهْرِ قَلْب، لاَ يخلّ مِنْهَا بِشَيْءٍ، مَوْصُوَفاً بِالدّرَايَة وَالرِّوَايَة، غَالِباً عَلَيْهِ الوَرَع وَالزُّهْد، يَلْبَس الْخشن، وَيَأْكُل الجَشِب (٢) ، وَرُبَّمَا أَذّن فِي المَسَاجِدِ، لَهُ تَصَانِيْف دَالَّة عَلَى سعَة حَفِظه، مَعَ حظّ مِنَ النّظم وَالنَّثْر.

أَجَاز لِي (٣) ، وَحدّثونَا عَنْهُ.

قَالَ (٤) : وَتُوُفِّيَ غَازِياً، فَشهد وَقْعَة العِقَاب الَّتِي أَفضت إِلَى خرَاب الأَنْدَلُس بِالدَّائِرَة عَلَى المُسْلِمِيْنَ فِيْهَا، فَعُدم أَبُو عُمَرَ فِي صَفَرٍ، سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ.

وَفِيْهَا مَاتَ: رَبِيْعَة اليَمَنِيّ المُحَدِّث، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ المُعَزّمِ، وَشَيْخ النَّحْو أَبُو الحَسَنِ بنُ خَرُوْف الإِشْبِيْلِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ ابْن القُبَّيْطِيّ، وَالقُدْوَة مَحْمُوْد بن عُثْمَانَ النَّعَّال.

٨ - رَبِيْعَةُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى الحَضْرَمِيُّ

الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الأَوْحَدُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو نِزَار الحَضْرَمِيُّ، اليَمَنِيُّ، الصَّنْعَانِيُّ، الذِّمارِيُّ، الشَّافِعِيُّ.

مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.


(١) التكملة: ١ / ١٠١ وتصرف في النقل فأخذ المعنى.
(٢) الجشب: ما غلظ من الطعام.
(٣) وذلك في ذي القعدة سنة ٦٠٨.
(٤) التكملة: ١ / ١٠٢.
(*) التكملة للمنذري: ٢ / الترجمة ١٢٤٦، وتاريخ الإسلام: ١٨ / ١ / ٣٤٩ - ٣٥٠، وتذكرة الحفاظ: ٤ / ١٣٩٣ - ١٣٩٤، وطبقات الاسنوي، الورقة: ١٧٥، وطبقات السبكي: ٥ / ٥٥ - ٥٦، والعقد المذهب لابن الملقن، الورقة: ١٦٥، والنجوم الزاهرة: ٦ / ٢٠٧، وبغية الوعاة: ١ / ٥٦٦ - ٥٦٧، وتاريخ ابن الفرات: ٩ / الورقة: ٥٢، وشذرات الذهب: ٥ / ٣٧.