للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَلَمَةَ، قَالاَ:

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَقَالَ عَنْ جُنْدُبٍ، وَلَمْ يَشُكَّ.

وَهَذَا حَدِيْثٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ (١) .

قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ: مَا أَقَامَ قَتَادَةُ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدِيْثاً.

وَقَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ قَيْسٍ، قَالَ:

قَالَ قَتَادَةُ: مَا نَسِيتُ شَيْئاً.

ثُمَّ قَالَ: يَا غُلاَمُ، نَاولْنِي نَعْلِي.

قَالَ: نَعْلُكَ فِي رِجْلِكَ.

قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَةُ غَيْرَةٌ، فَإِنَّ الدَّعَاوِي لاَ تُثمِرُ خَيْراً.

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ} [البَقَرَةُ: ٢٠٤] ، قَالَ: جَدَلٌ بَاطِلٌ (٢) .

مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {لَيُوْحُوْنَ إِلَى أَوْلِيَائِهِم لِيُجَادِلُوْكُم} [الأَنْعَامُ: ١٢١] ، قَالَ: جَادَلَهم المُشْرِكُوْنَ فِي الذَّبِيْحَةِ (٣) .


(١) كيف وفيه عنعنة الحسن، نعم صح الحديث من طريق أبي هريرة، فقد أخرجه البخاري ١١ / ٤٤١ في القدر: باب تحاج آدم وموسى عند الله، ومسلم (٢٦٥٢) في القدر: باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، ومالك ٢ / ٨٩٨ في القدر: باب النهي عن القول بالقدر، وأبو داود (٤٧٠١) والترمذي (٢١٣٥) ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تحاج آدم وموسى، فقال أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك، وأشقيتهم، قال: فقال آدم لموسى: أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى " وله ألفاظ أخرى انظرها في " جامع الأصول " ١٠ / ١٢٤، ١٢٦.
وقوله " فحج آدم موسى " آدم مرفوعة الميم على الفاعلية، و (موسى) في محل النصب، أي ألزمه آدم الحجة، قال الخطابي: إنما حجه آدم في دفع اللوم إذ ليس لأحد من الآدميين أن يلوم أحدا، وأما الحكم الذي تنازعاه، فهما فيه على السواء لا يقدر أحد أن يسقط الأصل الذي هو القدر، ولا أن يبطل الكسب الذي هو السبب.
(٢) رجاله ثقات، وأخرجه الطبري ٢ / ٣١٥ من طريق عبد الرزاق ولفظه: " جدل بالباطل " وأخرج الطبري أيضا من طريق سعيد عن قتادة: قوله (وهو ألد الخصام) يقول: شديد القسوة في معصية، جدل بالباطل، وإذا شئت رأيته عالم اللسان، جاهل العمل، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالخطيئة.
(٣) رجاله ثقات وتمامه كما في " الطبري " ٨ / ١٨: فقالوا: أما ما قتلتم بأيديكم فتأكلونه، وأما ما قتل الله فلا تأكلونه، يعنون الميتة: فكانت هذه مجادلتهم إياهم.