للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُنْكَرُ عَلَيَّ سِوَى جَمْعِ ابْنِي مَعَ الكِبَارِ، فَإِنْ لَمْ يُقَاوِمْهُم بِالمَعْرِفَةِ، فَاحْرِمْهُ السَّمَاعَ (١) .

حَدَّثَ بِهَا أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّفَكُّرِي الزَّنْجَانِيُّ، قَالَ (٢) :

سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ بُنْدَارٍ الزَّنْجَانِيَّ، قَالَ (٣) :

كَانَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ يَمْنَعُ المُرْدَ مِنَ التَّحْدِيْثِ تَنَزُّهاً ... فَذَكَرَهَا، وَزَادَ: فَاجتَمَعَ طَائِفَةٌ، فَغَلَبَهُم الابْنُ بِفَهْمِهِ، وَلَمْ يَرْوِ لَهُ أَحْمَدُ بَعْدَهَا شَيْئاً، وَحَصَلَ لَهُ الجُزءُ الأَوَّلُ، فَأَنَا أَرْوِيهِ.

قُلْتُ: بَلْ أُكْثِر عَنْهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، كَثِيْرُ الخَطَأِ فِي الكَلاَمِ عَلَى الحَدِيْثِ (٤) .

وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي (كَامِلِهِ) ، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّا شَرَطْنَا أَنَّ


(١) المصدر السابق: ٢ / ٧٧٠ - ٧٧١.
(٢) الزيادة من " تاريخ ابن عساكر ". وفي الأصل موضع كلمة لم نتبينها.
(٣) الخبر بإسناده في " تاريخ ابن عساكر ": خ: ٩ / ١٨٦ أ - ب، وهو: " قال: كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من رواية الحديث له تعففا وتنزها، ونفيا للظنة عن نفسه.
وكان أبو داود يحضر مجلسه، ويسمع منه. وكان له ابن أمرد يحب أن يسمعه حديثه، وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية، فاحتال أبو داود بأن شد على ذقن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم ملتحيا، ثم أحضره المجلس، وأسمعه جزءا، فأخبر الشيخ بذلك، فقال لأبي داود: أمثلي يعمل معه مثل هذا؟ ! فقال له: أيها الشيخ لا تنكر علي ما فعلته، واجمع ابني هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة، فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه حينئذ من السماع.
قال: فاجتمع طائفة من الشيوخ، فتعرض لهم هذا الابن مطارحا، وغلب الجميع بفهمه.
ولم يرو له الشيخ مع ذلك شيئا من حديثه، وحصل له ذلك الجزء الأول.
قال الشيخ: أنا أرويه، وكان ابن أبي داود يفتخر برواية هذا الجزء الواحد ".
(٤) تذكرة الحفاظ: ٢ / ٧٧١.