للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طَاهِرٍ السَّدُوْسِيّ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ، وَيُعرف صَالِح بِخُرَّزَاذ (١) .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَ رَفِيق أَبِي فِي كِتَابَةِ الحَدِيْث، فِي بَعْضِ الجَزِيْرَة وَالشَّام، وَهُوَ صَدُوْقٌ، أَدركتُه وَلَمْ أَسمع مِنْهُ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَحْمَويه الأَهْوَازِيّ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ عُثْمَان بن خُرَّزَاذ (٢) .

قَالَ ابْنُ مَنْدَة: كَانَ أَحَد الحُفَّاظ.

وَقَالَ الحَاكِمُ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ الحَلَبِيّ: سَمِعْتُ عُثْمَان بن خُرَّزَاذ يَقُوْلُ: يحتَاجُ صَاحِب الحَدِيْثِ إِلَى خَمْسٍ، فَإِن عَدِمَتْ وَاحِدَةٌ، فَهِيَ نقصٌ، يحتَاجُ إِلَى عقلٍ جَيِّدٍ، وَدينٍ وَضَبطٍ وَحذَاقَةٍ بِالصِّنَاعَة، مَعَ أَمَانَةٍ تُعرف مِنْهُ (٣) .

قُلْتُ: الأَمَانَةُ جُزء مِنَ الدِّين، وَالضَّبْطُ دَاخلٌ فِي الحِذْق، فَالَّذِي يحتَاج إِلَيْهِ الحَافِظُ أَن يَكُون تقياً ذكياً، نَحْوِيّاً لُغَوِيّاً زكياً، حَيِيّاً، سَلَفياً، يَكْفِيهِ أَنْ يَكتبَ بِيَدِهِ مائَتَي مُجَلَّد، وَيُحَصِّل مِنَ الدَّواوين المعتبرَة خَمْسَ مائَة مجلَّد، وَأَنَّ لاَ يَفْتُر مِنْ طَلَب العِلْم إِلَى المَمَات، بنيَّةٍ خَالصَةٍ وَتواضُعٍ، وَإِلاَّ فَلاَ يَتَعَنّ.

قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيّ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذ فِي كِتَابِهِ - وَقَدْ رَأَيْتهُ -: دخلنَا عَلَيْهِ بِأَنْطَاكِيَةَ وَهُوَ عَلِيل مَسْبوت، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً،


(١) تاريخ ابن عساكر: خ: ١١ / ٦٥ أ
(٢) المصدر السابق.
(٣) المصدر السابق: ١١ / ٦٥ أ - ب.