للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما سلك طريق ذي الرمة.

وقال سلم بن عمرو الخاسر:

تبدت فقلت الشمس عند طلوعها ... بجلد غني اللون عن أثر الورس

فلما كررت الطرف قلت لصاحبي ... على مرية: ما ها هنا مطلع الشمس

فأنت ترى كيف موقع هذا الشك من اليقين؟ وكيف حلاوته في الصدر وقبوله؟؟ فإنه لو كان يقيناً ما بلغ هذا المبلغ.

وتناول هذا المعنى أبو زيد الوضاح بن محمد الثقفي فقال يمدح المستعين بالله:

وقائلة والليل قد نشر الدجى ... فغطى بها ما بين سهل وقردد

أرى بارقاً يبدو من الجوسق الذي ... به حل ميراث النبي محمد

فظل عذارى الحي ينظمن تحته ... ظفارية الجزع لم يسرد

أضاءت به الآفاق حتى كأنما ... رأينا بنصف الليل نور ضحى الغد

فقلت: هو البدر الذي تعرفينه ... وإلا يكن فالنور من وجه أحمد

وأما قول أبي تمام حين قصد عبد الله بن طاهر إلى خراسان يذكر شك رفقائه واستبعادهم الطريق:

يقول في قومس صحبي وقد أخذت ... منا السرى وخطا المهرية القرد:

أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا؟ ... فقلت: كلا ولكن مطلع الجود

فقد صرف المعنى فيه عن وجهه، وخالف فيه قصده، ونسب الشك إلى غيره، وهو بعيد من قول سلم، وليس ذكرهما جميعاً مطلع الشمس قدوة، ولا عليه معول.. وقال ابن ميادة:

وأشفق من وشك الفراق وإنني ... أظن لمحمول عليه فراكبه

فوالله ما أدري: أيغلبني الهوى ... إذاجد جد البين أم أنا غالبه؟!

فقوله في البيت الأول " أظن " مليح جداً، وكذلك قوله في البيت الثاني

<<  <  ج: ص:  >  >>