للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما أراد ما لا حاجة إليه ولا منفعة، كقول أبي صفوان الأسدي يذكر بازياً:

ترى الطير والوحش من خوفه ... حواجر منه إذا ما أغتدي

فقوله منه بعد قول من خوفه حشو لا فائدة فيه، ولا معنى له، وكذلك قول أبي تمام يصف قصيدة:

خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى ... والليل أسود حالك الجلباب

فقوله الدجى حشو؛ لأن في القسيم الثاني ما يدل عليه من زيادة استعارتين مليحتين، فإن لم يكن في القسيم الأول حشو كان القسيم الثاني بأثره فضلة.

وقال أبو الطيب في نحو من ذلك:

إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض ... ومن فوقها والبأس والكرم المحض

فقوله والبأس حشو؛ لأن قوله ومن فوقها دال على الإنس والجن جميعاً، والبأس والكرم جميعاً، والبأس والكرم جميعاً، اللهم إلا أن يحمله على تأويلهم في قول الله تعالى: " فيهما فاكهة ونخل ورمان " فأعاد ذكرهما وهما من الفاكهة لفضلهما، وقوله تعالى: " ومن كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال " فإن هذا سائغ وليس بحشو حينئذ.

ومن الحشو قول الكلحبة اليربوعي:

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينا بالفتى أن تقطعا

فقوله بالفتى حشو، وكان الواجب أن يقول به لأن ذكر المرء قد تقدم، إلا أن يريد في قوله بالفتى الزراية والأطنوزة فإنه يحتمل.

قال زيد الخيل يخاطب كعب بن زهير:

<<  <  ج: ص:  >  >>