للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أم اغمض بين الجلد واللحم غمضة ... بمبرد رومي يقط النواصيا

فأما سراقات الهجاء فإنها ... كلام تهاداه اللئام تهاديا

أم اخبط خبط الفيل هامة رأسه ... بحرد فلا يبقى من العظم باقيا

وعندي الدهيم لو أحل عقالها ... فتصبح لم تعدم من الجن حاديا

شبه لسانه بمبرد رومي لمضاته، وشبه القصيدة التي لو شاء هجاهم بها بالدهيم وهي الداهية، وأصل ذلك أن الدهيم ناقة عمرو بن زبان الذهلي التي حملت رءوس بنيه معلقة في عنقها، فجاءت بها الحي، فضرب بها المثل للداهية.

وقال جرير لبني حنيفة، وكان ميلهم مع الفرزدق عليه:

أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا

أبني حنيفة إنني إن أهجكم ... أدع اليمامة لا تواري أرنبا

" أحكموا " كفوا، ومن حكمة اللجام.

وقال أيضاً لتيم الرباب رهط عمر بن لجأ:

يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ... لا يلقينكم في سوأة عمر

وكان علي بن سليمان الأخفش في صباه يعبث بابن الرومي لما يعلم من طيرته، فيجعل من يقرع الباب عليه بكرة ويتسمى له بأقبح الأسماء، فيمنعه ذلك من التصرف، فقال يتوعده:

قولوا لنحوينا أبي حسن ... إن حسامي متى ضربت مضى

وإن نبلي متى هممت بأن ... أرمي نصلتها بجمر غضى

لا تحسبن الهجاء يحفل بال ... رفع ولا خفض خافض خفضا

ولا تخل عودتي كبادئتي ... سأسعط السم من عصى الحضضا

أعرف في الأشقياء لي رجلاً ... لا ينتهي أو يصير لي غرضا

يليح لي صفحة السلامة والس ... لم، ويخفي في قلبه الرضا

<<  <  ج: ص:  >  >>