للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجر، وأذن له أن يقرئه، وأن يروي عنه صحيحي البخاري ومسلم وسائر مروياته، ثم دخل إلى دمشق عائداً في سنة اثنتين وأربعين فأكرمه علماؤها، واجتمع به ابن طولون عند الشيخ قطب الدين ابن سلطان قال: فسلمت عليه ورأيته يتذاكر معه فتحققت أنه من أهل العلم قال: أخبرني الشيخ قطب الدين أنه اشتغل بفنون لا يعرفها غيره انتهى.

وأضافه شيخ الإسلام الوالد في يوم الخميس تاسع عشري شوال ضيافة حافلة حضرها جماعة من أهل العلم منهم الشموس الثلاثة ابن طولون الحنفي، والعجلوني الشافعي، والشويكي الحنبلي، قال ابن طولون: وكانت ضيافته هائلة وسافر من دمشق يوم الأحد ثاني ذي القعدة من السنة المذكورة، هو والشيخ شرف الدين الرهاوي، وكانت وفاته بالقاهرة ليلة الجمعة سابع عشري شوال سنة تسع وأربعين وتسعمائة قال ابن طولون: إنه صلي عليه وعلى الشيخ شهاب الدين بن النجار الحنبلي المتوفي بمصر أيضاً والشيخ شمس الدين بن عبد الرحمن الصهيوني خطيب جامع الأطروش بطرابلس، المتوفي بها صلاة الغائب بدمشق يوم الجمعة يوم عيد الأضحى من السنة المذكورة رحمهم الله تعالى.

[محمد بن صالح الكيلاني]

محمد بن صالح الشيخ العلامة الخطيب، أبو الفتح ابن الشيخ صلاح الدين الكيلاني الشافعي، خطيب المدينة المنورة وإمامها قدم الشام ودخل دمشق وحلب، وهو ممن اجتمع بشيخ الإسلام الوالد بالمدينة المنورة، ودمشق ولما دخل حلب امتدح اسكندر دفتر دار حلب بهذه الأبيات:

سود العيون هي السيوف البيض ... يومي إلى نفسي بها فتفيض

مقل تضاعف سقمها فنفضته ... فجرى بجسمي سقمها المنفوض

فالحسن ممحوض من الباري لها ... إن زاد فيها الغمز والتفضيض

مرض الجنون محبب بعيونها ... لكنه بجسومنا مبغوض

تلك التي هي جنتي وبخدها ... نار عليها ناظري معروض

وهناك تفاح يزيد غضاضة ... والمجد منه اسكندر ممحوض

ليث يهيج على فراسته ولا ... يثنيه عنها في العرين ربوض

لو عز بحر للجسام لخاضه ... ونجا ولم يبتل حين يخوض

وهو الحليم إذا أتى بكبيرة ... حاف وأزلق أخمصيه دحوض

<<  <  ج: ص:  >  >>