للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطلبه، السلطان إلى الروم بسبب ذلك، ثم رجع إلى مصر وطرد من كان عنده من المريدين والأتباع من الترك امتثالاً لأمر السلطان، ثم به له تكية مقابل المؤيدية، وجعل له مدفناً وبنى حوله خلاوي للفقراء، وكان له يد طولى في المعقولات، وعلم الكلام، ونظم تائية جمع فيها معالم الطريق، وكان ينهى جماعته أن يحج الواحد منهم، حتى يعرف الله تعالى المعرفة الخاصة، عند القوم توفي سنة أربعين وتسعمائة وصلي عليه غائبة دمشق يوم الجمعة سابع ذي الحجة منها.

[إبراهيم المرشدي]

إبراهيم الشيخ الصالح الورع الزاهد الشهير بمرشد المصري الصوفي القادري، كان صاحب مجاهدات، وهمم عالية يطوي الأيام والليالي، حتى مكث أربعين سنة صائماً، لا يكل عند الإفطار إلا تمرة واحدة أو زبيبة أو لوزة، حتى لصق بطنه، وكان له مجلس ذكر بجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة. قال الشيخ عبد الوهاب الشعراوي: وأخبرني أنه في ابتداء أمره أقام في خربة مدة عشر سنين لا يجتمع بأحد، وسخر الله تعالى له الدنيا تأتيه كل ليلة برغيف وطعام، وكان يحبك الشدود وغيرها ويتقوت بذلك مات بعد الأربعين وتسعمائة، ودفن بباب الوزير بالقرب من قلعة الجبل بمصر وله من العمر مائة سنة وثلاث عشرة سنة.

[إبراهيم أبي لحاف]

إبراهيم الصالح المجذوب المصري، الشهير بأبي لحاف كان في أول جذبه مقيماً في البرج الأحمر من قلعة الجبل، نحو عشرين سنة، فلما قرب زوال دولة الجراكسة، أرسل إلى الغوري يقول له: تحول من القلعه واعط مفاتيحها لأصحابها، فلم يلق الغوري إلى كلامه بالاً وقال هذا مجذوب: فنزل الشيخ إبراهيم إلى مصر فزالت دولة الجراكسة، بعد سنة وكان حافياً مكشوف الرأس وأكثر إقامته في بيوت الأكابر وكان يكشف له عما نزل بالإنسان من البلاء في المستقبل فيأتي إليه فيخبره أنه نازل به في وقت كذا وكذا وكذا، ويطلب منه مالاً فإذا دفعه إليه تحول البلاء عنه، والأذى كما أخبر، وكان يمكث الشهر وأكثر لا ينام الليل، بل يجلس يهمهم بالذكر إلى الفجر صيفاً وشتاء، مات سنة أربعين وتسعمائه، ودفن بقنطرة السد في طريق مصر العتيقه، في أساكر المجاور لسبيل العالي.

[إبراهيم عصيفير]

إبراهيم الشيخ الصالح، المجذوب المصري، المعروف بعصيفير من أهل الكشف الكامل، أصله من نواحي الصعيد، كان ينام مع الذئاب في القفار، ويمشي على الماء جهاراً، وجاء أبو موسى المحتسب مرة فقال له: إدع لي فقال: الله يبتليك

<<  <  ج: ص:  >  >>