للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخه أن صاحب الترجمة قدم مع الحاج إلى دمشق سنة خمس وتسعمائة، وأنه زار الشيخ محيي الدين بن العربي يوم الخميس ثالث عشر صفر منها قال: وسلم علي، وأفادني أن في البزازية ذكر أن القاضي إذا لم يعرف الحكم في المسألة واستفتى المفتي فأجاب بالخطأ ثم القاضي حكم به أن الإثم يكون على القاضي فقط لحكمه به قال وكان مفتي دمشق القطب ابن سان يشكره فذكرت ذلك له فذهب وسلم عليه قال ابن الحنبلي وكان له الخط الحسن والتحشية اللطيفة المحررة على هوامش الكتب والنسخ الكثير في أنواع العلوم لاسيما الفقه وكان منقطعاً غالباً في داره إلا في وقت مباشرة ما بيده من الوظائف ولم يكن له خبرة بأساليب أهل الدنيا مع الصلاح الزائد وله من التأليف منسك حمله على تأليفه، الشيخ الفاضل الملك، العارف بالله تعالى علاء الدين الأطاسي، الحمصي حين مر عليه بحمص شرحها ببيت المقدس سنة أربع وأربعين، وتوفي طلوع الفجر يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة. قال ابن الحنبلي: وقد أخبرني الثقة بعد عودي من الحج سنة أربع وخمسين أنه علم قبل موته أنه سيموت، فأخذ في تلاوة القرآن على أحسن ما يتلى من رعاية التجويد، وأخذ يكرر قوله تعالى: " يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، ويخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويرزق من يشاء بغير حساب " سورة البقرة: الآية ٢١٢، مرة بعد أخرى حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى.

[أحمد بن محمد الشويكي الحنبلي]

أحمد بن محمد بن أحمد العلامة الزاهد أبو الفضل شهاب الدين الشويكي النابلسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي مفتي الحنابلة بدمشق. ولد في سنة خمس أو ست وسبعين وثمانمائة تقريباً بقرية الشويكة من بلاد نابلس، ثم قدم دمشق، وسكن صالحيتها، وحفظ القرآن العظيم بمدرسة أبي عمر والخرقي، والملحة في النحو وغير ذلك، ثم سمع الحديث على ناصر الدين بن زريق، وحج وجاور بمكة، ثم حج وجاور بالمدينة سنتين، وصنف في مجاورته، كتاب التوضيح جمع فيه بين المقنع والتنقيح الأول للموفق بن قمامة والثاني للعلاء المرداوي، وزاد عليهما أشياء مهمة قال ابن طولون: وسبقه إلى ذلك شيخه الشهاب العسكري لكنه مات قبل إتمامه، فإنه وصل به إلى الوصايا وعصريه أبو الفضل بن النجار، ولكنه عقد عبارته انتهى.

وقرأت بخط الشيخ محمد بن عبد الرحمن الصفوري أن الشيخ أحمد الشويك توفي بالمدينة المشرفة المنورة ودفن بالبقيع في ثامن عشر صفر سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، ورؤي

<<  <  ج: ص:  >  >>