للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخجا العجمي من قبل خرم باشا، وأحسن النظر فيه، وعمر ما احترق من مال الوقف الذي كان مرصداً عنده، والحالة أنه سرق له مال من منزله، وتحدث الناس أنه يدعي سرقة المال المرصد، ولو ادعاه لصدقوه. لكنه قال: مال الجامع محفوظ لم يسرق، فازداد الناس في مدحه، وذكر عفته، فإنه لم يقطع على المستحقين شيئاً، بل هو الذي رتب القراء تحت القبة، واستمر وسببه اطلاعه على الوقف، وكانت وفاة الكمال في ليلة الخميس تاسع عشري ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وتسعمائة بعد أن تمرض مدة، واختلفت عليه الأمراض، وتصدق قبل موته بعشرة آلاف عثماني على الفقراء، وأعتق مماليكه، ودفن بباب الصغير بالقرب من قبر السيد كمال الدين بن حمزة تجاه باب مزار السيد بلال رضي الله تعالى عنه.

[أحمد بن عبد الله قراأوغلي]

أحمد بن عبد الله، المولى الفاضل أحد الموالي الرومية الشهير بقراأوغلي، ونقلت اسمه واسم أبيه من الشقائق النعمانية، وقيل: اسمه عبد الأحد، وقيل: عبد الأحد اسم أبيه، والأول أصح لأنة كما قال صاحب الشقائق: كان من عتقاء السيد إبراهيم الأماسي أحد الموالي، فقرأ على مولاه المذكور، ثم درس ببعض نواحي أماسية، ثم بمدرسة أماسية، ثم بأبي أيوب الأنصاري، ثم بإحدى الثماني، ثم أعطي قضاء دمشق ودخلها في إحدى الجمادين سنة أربعين، وهو شيخ كبير، وكان الغالب عليه محبة الصوفية والفقراء، ونادى بدمشق أن لا تخرج إمرأة طفلة إلى الأسواق. كان محباً للصلحاء وقوراً، صاحب شيبة حسنة، صحيح العقيدة، محمود السيرة، أديباً لبيباً، وقال ابن طولون بعد أن وصفه بالعلامة، وسماه أحمد بن عبد الأحد: وكان منور الشيبة، محباً للصالحين غير أن فوق يده أيدياً، وكان ذلك يمنعه من سماع كلمته، ونفوذ أمره، وكانت وفاته يوم الثلاثاء حادي عشري ذي الحجة الحرام سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، وقرأت وفاته في الشقائق النعمانية، فذكر أنه مات سنة اثنتين وأربعين وهو قاض بدمشق، والأصح ما تقدم كما حررته من خط ابن طولون في تاريخه قال: وصلي عليه بباب العنبرانية يعني من الجامع الأموي قال: وكان الإمام بهم الشيخ ركن الدين محمد الكوسوي الخراساني الحنفي النازل بالبادرائية، وهو مؤاخ في الله الشيخ محمد الأيجي الشبرازي الشافعي انتهى.

ووقع لبعض من ألف التاريخ ممن لا يوثق به أن الذي صلى عليه إماماً الشيخ زين الدين الكفرسوسي، وهو خطأ بلا شك قال ابن طولون: ودفن بباب الصغير عند سيدي بلال بوصية منه، بعد ما زار الصالحين بدمشق في يوم عرفة، حتى ذهب إلى برزة وزار المقام، ثم وقع في

<<  <  ج: ص:  >  >>