للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أحمد بن عبد العزيز الدمشقي]

أحمد بن عبد العزيز بن محمد القاضي، شهاب الدين أبو العباس الدمشقي، المالكي ابن قاضي القضاة شعيب الشافعي. كان من رؤوساء المدرسين بالجامع الأموي، وكان عنده تواضع. قال ابن طولون: أوقفني على منظومته في علم المعاني والبيان. حج في آخر عمره، ورجع من الحج متضعفاً، واستمر مدة إلى أن توفي ليلة الجمعة خامس عشر المحرم سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وهو في سنه السبعين، وصلي عليه في الأموي، ودفن بباب الصغير.

[أحمد بن عبد العزيز الفتوحي]

الحنبلي

أحمد بن عبد العزيز بن علي، الشيخ الإمام العلامة، شيخ الإسلام قاضي القضاة شهاب الدين الفتوحي الحنبلي، المعروف بابن النجار قاضي قضاة الحنابلة بالديار المصرية. مولده سنة اثنتين وستين وثمانمائة ومشايخه تزيد على مائه وثلاثين شيخاً وشيخة، وكان عالماً عاملاً متواضعاً، طارحاً للتكلف. سمع منه ابن الحنبلي حين قدم حلب مع السلطان سليم خان سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة الحديث المسلسل بالأولية، وقرأ عليه في الصرف، وأجاز له، ثم أجاز له بالقاهرة إجازة تامة بجميع ما يجوز له، وعنه روايته بشرطه كما ذكره في تاريخه، وذكر والد شيخنا أنه لما دخل دمشق صحبة الغوري هو وقاضي القضاة كمال الدين الطويل الشافعي، وقاضي القضاة عبد البر بن الشحنة الحنفي، وقاضي القضاة المالكي، وشيخ الإسلام جمال الدين العباد هرع إليهم جماعة للأخذ عنهم لعلو أسانيدهم، وكان ذلك في أوائل جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، وذكر الشعراوي أن صاحب الترجمة لم يل القضاء إلا بعد إكراه الغوري له المرة بعد الأخرى، ثم ترك القضاء في الدولة العثمانية، وأقبل على العبادة في آخر عمره وأكب على الاشتغال في العلم، حتى كأنه لم يشتغل بعلم قط مع أنه انتهت إليه الرئاسة في تحقيق مقول مذهبه، وفي علو السند في الحديث، وفي علم الطب والمعقولات، وكان في أول عمره ينكر على الصوفية، ثم لما اجتمع بسيدنا علي الخواص وغيره أذعن لهم واعتقدهم، وصار بعد ذلك يتأسف على عدم اجتماعه بالقوم من أول عمره، ثم فتح عليه في الطريق، وصار له كشف عظيم قبل موته. توفي في سنة تسع - بتقديم التاء - وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه غائبة بدمشق يوم الجمعة يوم عيد الأضحى منها، وعلى الشيخ شمس الدين الضيروطي، والشيخ شمس الدين الصهيوني جمعاً. قال الشعراوي: وهو آخر مشايخ الإسلام من أولاد العرب انقراضاً. قلت: هذا جار على اصطلاحهم في زمان الجراكسة من تقليب كل من ولي قضاء القضاة شيخ الإسلام، والمراد به آخر قضاة القضاة من أبناء العرب موتاً بالقاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>