للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بيت الجد وتوجه إلى البلاد الرومية، وولدت له عندنا بنت سماها الجد فاطمة، ثم وجهت البنت ووالدتها إليه إلى الروم، ولما رحل شيخ الإسلام الوالد إلى الروم بعد وفاة والده تلقاه الوزير المشار إليه أحسن ملقى، وأقبل عليه غاية الإقبال، وألف له شيخ الإسلام الوالد ثمة تفسير آية الكرسي، وشرح البردة، وأثنى عليه الشيخ في الرحلة كثيراً ومن لطائف شيخ الإسلام الجد:

من لاذ بالله حاشا ... جنابه يست باشا

ومن يمت في رضاه ... ففي الحقيقة عاشا

إني رضي بمهما ... أراد مني وماشا

وأنني مطمئن ... بالله قلبا وجاشا

لا أختشي من عدو ... إن صال بغياً وهاشا

ربي تدارك بلطف ... يعطي الفقير انتعاشا

وذا بأعلى وزير ... للملك آياس باشا

وكانت وفاته بالقسطنطينية، بعد أن مات غالب أهل بيته في سنة ست وأربعين وتسعمائة، وصلي عليه غائبة بجامع دمشق، وبالجامع المظفري يوم الجمعة حادي عشر ربيع الآخر منها، وتأسف عليه صلحاء دمشق وعلماؤها رحمه الله تعالى.

[حرف الباء من الطبقة الثانية]

[باشا جلبي البكالي]

باشا جلبي البكالي الحنفي المولى الفاضل أحد موالي الروم، خدم المولى المؤيد زاده، وترقى في التداريس، إلى دار الحديث بالمدينة المنورة، وكان حليماً كريماً ينظم الأشعار التركية، لكن كان في مزاجه اختلال توفي بالمدينة المنورة سنة ثمان أو تسع وثلاثين، وتسعمائة رحمه الله تعالى.

[بديع بن الضياء]

بديع بن الضياء، قاضي مكة المشرفة وشيخ الحرم الشريف بها قال ابن طولون: كان من أهل الفضل والرئاسة، قدم دمشق، ثم سافر إلى مصر فبلغه تولية قضاء مكة للشيخ زين الدين عبد اللطيف ابن أبي كثير، وأنه أخرج عنه قضاء جدة، فرجع إلى دمشق وأقام بها مدة، ثم سافر إلى الروم، فخرج من دمشق يوم السبت منتصف ربيع

<<  <  ج: ص:  >  >>