للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصلي هناك، فأشار إلى مكان مرتفع، فلما علوناه. قال: كيف هذا المكان. قلت: في غاية اللطافة. قال: تنظر من هنا إلى الكعبة قلت: هكذا قال. فقال: انظر، فنظرت فإذا الكعبة قدامنا، فصليت العصر هناك، وما غابت عن أعيننا حتى أتممنا الصلاة. توفي السيد عبد الرحمن سنة أربع وخمسين وتسعمائة بمدينة بروسا، وحكي في الشقائق عن بعضهم أنه قال: رأيت المولى عبد الرحمن في المنام، فقال لي: إن في عمارة السيد البخاري بمدينة بروسا رجلاً مسافراً يريد أن يزورني، فدله على قبري. قال: فذهبت في صبيحة تلك الليلة إلى المقام المذكور، فوجدت هناك رجلاً مسافراً، فقلت له: ما تريد. قال: أريد زيارة المولى عبد الرحمن، فذهبت به إلى قبره، فلما جلس، فهمت منه أنه استثقلني، فدخلت المسجد، فاستمعت كأنهما يتحدثان، وسمعت صوت المولى المذكور كما هو في حياته، فلما انقطع كلامه خرجت من المسجد فلم أر أحداً عند قبره.

[عبد الرحمن الشامي]

عبد الرحمن الشامي المدرس بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة، الشيخ الإمام، الفقيه، النحوي، الصوفي. كان يتعمم بالصوف، وله تحقيق في العلوم الشرعية والعقلية، وأقبلت الأكابر والأمراء عليه، واعتقدوه، وكانوا يجلسون بين يديه متأدبين، وهو يخاطبهم بأسمائهم من غير تعظيم ولا تلقيب. مات في حدود هذه الطبقة، ودفن قريباً من تربة السلطان. قال: ورأيت الوحوش تنزل من الجبل، فتقف على باب تربته في الليل، فيخرج إليها ويكلمها، فترجع - ذكره الشعراوي رحمه الله تعالى.

[عبد الرحمن الأجهوري]

عبد الرحمن الأجهوري، المصري المالكي، الشيخ الإمام العلامة الزاهد الخاشع زين الدين مفتي المسلمين. تلا على الشيخ شهاب الدين القسطلاني للأربعة عشر، وحضر عليه قراءة المواهب اللدنية من تصنيفه، وأخذ الفقه وغيره عن الشيخ شمس الدين اللقاني، وعن أخيه الشيخ ناصر الدين وغيرهما، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأفتى ودرس، وصنف، كتباً نافعة منها شرح مختصر الشيخ خليل وسارت الركبان بمصنفاته إلى بلاد المغرب والتكرور، وكان الشيخ ناصر اللقاني إذا جاءته الفتيا يرسلها إليه من شدة إتقانه وحفظه للنقول، وكان كريم النفس، قليل الكلام واللغو، حافظاً لجوارحه، كثير التلاوة والتهجد. قال الشعراوي: فلما مرض دخلت إليه، فوجدته لا يقدر يبلع الماء من

<<  <  ج: ص:  >  >>