للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا زال إبراهيم وارث مجدهم ... يسود ويرقى فوق هام الغمائم

ولا زال مقبول المقالة مطلقا ... لدى كل محكوم عليه وحاكم

ولا برحت أوقاته مشرئبة ... لتجديد أعياد مضت ومواسم

مدى الدهر ما لاح الصباح وما شدت ... على عذابات البان ورق الحمائم

وأجابه العلامة المنلا أسد وكان للأمير إبراهيم عليه الإحسان التام في قوله من الوزن والقافية:

إليك انتساب المجد يا ابن الأكارم ... وعنك روى الراوي حديث المكارم

فأنت الذي قد شاع جودك في الورى ... فانساهم جود ابن يحيى وحاتم

إذا ما استهان الناس بالبذل في الندى ... ترى الجود والإحسان ضربة لازم

علوت بأجداد مضت وتناولت ... يداك الثريا قاعداً غير قائم

فتى جر ذيل الفخر فوق مجرة ... وأسس بيت العز فوق الدعائم

محياه طلق للعفاة وكفه ... إذا هطلت أزرت بوكف الغمائم

يفك من القتل الجناة ترحماً ... وكم خلص المظلوم من كف ظالم

هو الليث إلا أنه البدر طلعة ... هو الغيث هطالاً ببذل الدراهم

هو البحر لكن موجه التبر دائماً ... هو السيل يعطي بالعطا المتلاطم

إذا ما أتاه سائل طالب الندى ... يقول له أهلاً وسهلاً بقادم

حليف المعالي في صباه ويافعاً ... ومذ كان طفلاً قبل قطع التمائم

موائده منصوبة طول دهره ... لكل غريب شاحط الدار هائم

إليه يحج الطالبون نواله ... فيغنيهم بالأعطيات العظائم

تساعده الأقدار فيما يرومه ... ويخدمه دهر عصى كل حاكم

أمير له في المكرمات أصالة ... بآبائه الغر الكرام الأعاظم

بدور تبدت في سماء سيادة ... وفي الحرب أزرت بالأسود الضراغم

بدور منجك عند النوال كأنهم ... سحائب تهمي بالغنا والغنائم

بنوا في سبيل الله آثار سؤدد ... وقامت به أعلام تلك المعالم

فلا زلت في عز منيع ونعمة ... ورأي كسيف الهند ماضي العزائم

ودم سالماً حلف الندى وافي العطا ... لك الناس ما بين الغلام وخادم

وحكمك مسموع وأمرك نافذ ... وضدك في قهر وخزي ملازم

<<  <  ج: ص:  >  >>