للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْحَمْدُ لله، وادْخُلاَ النَّارَ، فلا بد من إثباته حال الوقف لثبوته رسما وحكما وهذا مما لا خلاف فيه والله أعلم.

[فوائد]

الأولى قولنا الاسم المنصوب المنون يوقف عليه بالألف بدلا من التنوين هذا ما لم يكن هاء تأنيث وهي التي تكون في الوصل تاء في آخر الاسم ورسم في المصحف صورته صورة هاء فانه يوقف عليه بالهاء بدلا من التاء وسواء كل إن مرفوعا أم منصوبا أم مخفوضا منونا أو غير منون نحو طَائِفةٌ ورَحْمَةٌ: والآخِرَةُ ولكَبِيرَةٌ والجَنَّةُ والْقِيَامَةُ وليس في هذا رَوْم ولا اشمام لان الوقف حينئذ على حرف ليس عليه أعراب بل هو بدل مما عليه الإعراب وقد أجمع القراء على هذا فيما رسم بالهاء وأما ما رسم بالتاء وهو تسع وأربعون كلمة نحو أولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمتَ الله، بَدَّلُوا نِعَمَتَ الله، إذْ قَالَتِ إمْرأتُ عِمْرَانَ، فَنَجْعَل لَعْنَتَ الله، وفِطْرَتَ الله ومَعْصِيتَ الرسوُلِ، فاختلفوا فيه فوقف عليه نافع وأبو جعفر والشامي وعاصم وحمزة وخلف بالتا اتباعا للرسم وهي لغة طي ووقف المكي والبصري والكسائي ويني ويعقوب بالها عملا بالأصل وأجراء لتاء التأنيث على سنن واحد وهي لغة قريش ومن وقف بالها فهو كالأول وليس له روم ولا اشمام وقف بالتاء فيجوز له فيه الروم والاشمام لآن الوقف حينئذ على الحرف الذي عليه الإعراب.

الثانية اختلف القراء في الضمير حال الوقف عليه فجوَّز بعضهم في مرفوعه الرَّوم والاشمام وفي مخفوضه الروم وهو اختيار أبن مجاهد وحتَّم بعضهم فيه الإسكان ومنع الإشارة بالروم والاشمام وأشار إلى توجيهها الداني في جامع البيان، وذهب جماعة من المحققين كمكي وابن شريح والحافظ أبي العلا إلى التفصيل فمنعوا الإشارة فيه إذا كان قبله ضم أو واو ساكنة مدية كانت أو لِينية أو كسرةٌ أو ياءٌ ساكنة مدية أو لِينِيَة نحو يُخْلِفُهُ وأمْرُهُ وخُذُوه

<<  <   >  >>